responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 76

و مع هذا فاعراض أكثر القلوب عنه، و عدم اعتقادها الجازم الذي لا ريب فيه نه كذلك، و عدم استعماله، و العدول عنه الى الأدوية التي ركبها بنو جنسها حال بينها و بين الشفاء به، و غلبت العوائد، و اشتد الاعراض، و تمكنت العلل و الأدواء المزمنة من القلوب، و تربى المرضى و الأطباء على علاج بني جنسهم و ما وضعه لهم شيوخهم، و من يعظمونه و يحسنون به ظنونهم، فعظم المصاب، و استحكم الداء، و تركبت أمراض و عل أعيا عليهم علاجها، و كلما عالجوها بتلك العلاجات الحادثة تفاقم أمرها، و قويت، و لسان الحال ينادي عليهم:

و من العجائب و العجائب جمة* * * قرب الشفاء و ما إليه وصول‌

كالعيس في البيداء يقتلها الظما* * * و الماء فوق ظهورها محمول‌

فصل في هديه (صلى اللّه عليه و سلم) في دفع ضرر الأغذية و الفاكهة و اصلاحها بما يدفع ضررها، و يقوي نفعها

ثبت في «الصحيحين» من حديث عبد اللّه بن جعفر، قال: رأيت رسول (صلى اللّه عليه و سلم) يأكل الرطب بالقثاء [1].

و الرطب: حار رطب في الثانية، يقوي المعدة الباردة، و يوافقها، و يزيد في الباه، و لكنه سريع التعفن، معطش معكر للدم، مصدع مولد للسدد، و وجع المثانة، و مضر بالأسنان، و القثاء بارد رطب في الثانية، مسكن للعطش، منعش للقوى بشمه لما فيه من العطرية، مطفئ لحرارة المعدة الملتهبة، و اذا جفف بزره، و دق و استحلب بالماء، و شرب، سكن العطش، و أدر البول، و نفع من وجع المثانة. و اذا دق و نخل، و دلك به الأسنان، جلاها، و اذا دق ورقه و عمل منه ضماد مع الميبختج، نفع من عضة الكلب الكلب.

و بالجملة: فهذا حار، و هذا بارد، و في كل منهما صلاح الآخر، و ازالة لأكثر


[1] أخرجه البخاري في الأطعمة و مسلم في الأشربة

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست