responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 77

ضرره، و مقاومة كل كيفية بضدها، و دفع سورتها بالأخرى، و هذا أصل العلاج كله، و هو أصل في حفظ الصحة، بل علم الطب كله يستفاد من هذا. و في استعمال ذلك و أمثاله في الأغذية و الأدوية اصلاح لها و تعديل، و دفع لما فيها من الكيفيات المضرة لما يقابلها، و في ذلك عون على صحة البدن، و قوته و خصبه، قالت عائشة رضي اللّه عنها: سمنوني بكل شي‌ء، فلم أسمن، فسمنوني بالقثاء و الرطب، فسمنت.

و بالجملة: فدفع ضرر البارد بالحار، و الحار بالبارد، و الرطب باليابس، و اليابس بالرطب، و تعديل أحدهما بالآخر من أبلغ أنواع العلاجات، و حفظ الصحة، و نظير هذا ما تقدم من أمره بالسنا و السنوات، و هو العسل الذي فيه شي‌ء من السمن يصلح به السنا، و يعدله، فصلوات اللّه و سلامه على من بعث بعمارة القلوب و الأبدان، و بمصالح الدنيا و الآخرة.

فصل في هديه (صلى اللّه عليه و سلم) في الحمية

الدواء كله شيئان: حمية و حفظ صحة. فاذا وقع التخليط، احتيج الى الاستفراغ الموافق، و كذلك مدار الطب كله على هذه القواعد الثلاثة. و الحمية:

حميتان: حمية عما يجلب المرض، و حمية عما يزيده، فيقف على حاله، فالأول:

حمية الأصحاء و الثانية: حمية المرضى، فان المريض اذا احتمى، وقف مرضه عن التزايد، و أخذت القوى في دفعه. و الأصل في الحمية قوله تعالى: وَ إِنْ كُنْتُمْ مَرْضى‌ أَوْ عَلى‌ سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً [1]، فحمى المريض من استعمال الماء، لأنه يضره.

و في «سنن ابن ماجه» و غيره عن أم المنذر بنت قيس الأنصارية، قالت:

دخل علي رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) و معه علي، و علي ناقه من مرض، و لنا دوالي معلقة، فقام رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يأكل منها، و قام علي يأكل منها، فطفق رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يقول لعلي‌


[1] النساء- 43- المائدة- 6

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 77
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست