responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 75

بقراط: كل شي‌ء من هذا العالم، فهو مقدّر على سبعة أجزاء، و النجوم سبعة، و الأيام سبعة، و أسنان الناس سبعة، أولها طفل إلى سبع، ثم صبي إلى أربع عشرة، ثم مراهق، ثم شاب، ثم كهل، ثم شيخ، ثم هرم إلى منتهى العمر، و اللّه تعالى أعلم بحكمته و شرعه، و قدره في تخصيص هذا العدد هل هو لهذا المعنى أو لغيره؟.

و نفع هذا العدد من هذا التمر من هذا البلد من هذه البقعة بعينها من السم و السحر، بحيث تمنع إصابته، من الخواص التي لو قالها بقراط و جالينوس و غيرهما من الأطباء، لتلقاها عنهم الأطباء بالقبول و الإذعان و الانقياد، مع أن القائل إنما معه الحدس و التخمين و الظن، فمن كلامه كله يقين، و قطع و برهان، و وحي أولى أن تتلقى أقواله بالقبول و التسليم، و ترك الاعتراض. و أدوية السموم تارة تكون بالكيفية، و تارة تتكون بالخاصية كخواص كثير من الأحجار و الجواهر و اليواقيت، و اللّه أعلم.

فصل‌

و يجوز نفع التمر المذكور في بعض السموم، فيكون الحديث من العام المخصوص، و يجوز نفعه لخاصية تلك البلد، و تلك التربة الخاصة من كل سم، و لكن هاهنا أمر لا بد من بيانه، و هو أن من شرط انتفاع العليل بالدواء قبوله، و اعتقاد النفع به، فتقبله الطبيعة، فتستعين به على دفع العلة، حتى ان كثيرا من المعالجات ينفع بالاعتقاد، و حسن القبول، و كمال التلقي، و قد شاهد الناس من ذلك عجائب، و هذا لأن الطبيعة يشتد قبولها له، و تفرح النفس به، فتنتعش القوة، و يقوى سلطان الطبيعة، و ينبعث الحار الغريزي، فيساعد على دفع المؤذي، و بالعكس يكون كثير من الأدوية نافعا لتلك العلة، فيقطع عمله سوء اعتقاد العليل فيه، و عدم أخذ الطبيعة له بالقبول، فلا يجدي عليها شيئا. و اعتبر هذا بأعظم الأدوية و الأشفية، و أنفعها للقلوب و الأبدان، و المعاش و المعاد، و الدنيا و الآخرة، و هو القرآن الذي هو شفاء من كل داء، كيف لا ينفع القلوب التي لا تعتقد فيه الشفاء و النفع، بل لا يزيدها الا مرضا الى مرضها، و ليس لشفاء القلوب دواء قط أنفع من القرآن، فانه شفاؤها التام الكامل الذي لا يغادر فيها سقما إلا ابرأه، و يحفظ عليها صحتها المطلقة، و يحميها الحمية التامة من كل مؤذ و مضر،

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست