نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 74
خواص و طبائع يقارب اختلافها اختلاف طبائع الإنسان، و كثير من النبات يكون في بعض البلاد غذاء مأكولا، و في بعضها سماّ قاتلا، و رب أدوية لقوم أغفية لآخرين، و أدوية لقوم من أمراض هي أدوية لآخرين في أمراض سواها، و أدوية لأهل بلد لا تناسب غيرهم، و لا تنفعهم.
و أما خاصية السّبع، فإنها قد وقعت قدرا و شرعا، فخلق اللّه عز و جل السماوات سبعا، و الأرضين سبعا، و الأيام سبعا، و الإنسان كمل خلقه في سبعة أطوار، و شرع اللّه سبحانه لعباده الطواف سبعا، و السعي بين الصفا و المروة سبعا و رمي الجمار سبعا سبعا، و تكبيرات العيدين سبعا في الأولى و قال (صلى اللّه عليه و سلم) «مروهم بالصّلاة لسبع» [1]: «و إذا صار للغلام سبع سنين خيّر بين أبويه» [2] في رواية. و في رواية أخرى: «أبوه أحقّ به من أمّه» و في ثالثة «أمه أحقّ به» و أمر النبي (صلى اللّه عليه و سلم) في مرضه أن يصبّ عليه من سبع قرب [3]، و سخر اللّه الريح على قوم عاد سبع ليال، و دعا النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) أن يعينه اللّه على قومه بسبع كسبع يوسف [4]، و مثّل اللّه سبحانه ما يضاعف به صدقة المتصدّق بحبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة، و السنابل التي رآها صاحب يوسف سبعا، و السنين التي زرعوها دأبا سبعا، و تضاعف الصدقة إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، و يدخل الجنة من هذه الأمة بغير حساب سبعون ألفا.
فلا ريب أن لهذا العدد خاصية ليست لغيره، و السبعة جمعت معاني العدد كله و خواصه، فإن العدد شفع و وتر و الشفع أوّل و ثان. و الوتر: كذلك، فهذه أربع مراتب: شفع أول، و ثان و وتر أول و ثان، و لا تجتمع هذه المراتب في أقلّ من سبعة، و هي عدد كامل جامع لمراتب العدد الأربعة، أعني الشفع و الوتر، و الأوائل و الثواني، و نعني بالوتر الأول الثلاثة، و بالثاني الخمسة، و بالشفع الأول الاثنين، و بالثاني الأربعة، و للأطباء اعتناء عظيم بالسبعة، و لا سيما في البحارين. و قد قال
[1] أخرجه الإمام أحمد و أبو داود بلفظ «مروا الصبي بالصلاة إذا بلغ سبع سنين، و إذا بلغ عشر سنين فاضربوه عليها» و سنده صحيح.
[2] ثبت أنه (صلى اللّه عليه و سلم) خير غلاما بين أبيه و أمه» أخرجه أحمد و الترمذي و ابن ماجه و قال الترمذي: حديث حسن صحيح.