نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 72
البلغم، لكن تولده في أبدان الصبيان أكثر، و في القسط تجفيف يشد اللهاة و يرفعها إلى مكانها، و قد يكون نفعه في هذا الداء بالخاصية، و قد ينفع في الأدواء الحارة، و الأدوية الحارة بالذات تارة و بالعرض أخرى. و قد ذكر صاحب «القانون» في معالجة سقوط اللهاة: القسط مع الشب اليماني، و بزر المرو
و القسط البحري المذكور في الحديث: هو العود الهندي، و هو الأبيض منه، و هو حلو، و فيه منافع عديدة، و كانوا يعالجون أولادهم بغمز اللهاة و بالعلاق، و هو شيء يعلّقونه على الصبيان، فنهاهم النبي (صلى اللّه عليه و سلم) عن ذلك، و أرشدهم إلى ما هو أنفع للأطفال، و أسهل عليهم.
و السّعوط: ما يصبّ في الأنف، و قد يكون بأدوية مفردة و مركبة تدق و تنخل و تعجن و تجفف، ثم تحلّ عند الحاجة، و يسعط بها في أنف الإنسان، و هو مستلق على ظهره، و بين كتفيه ما يرفعهما لينخفض رأسه، فيتمكن السعوط من الوصول إلى دماغه، و يستخرج ما فيه من الداء بالعطاس، و قد مدح النبي (صلى اللّه عليه و سلم) التداوي بالسعوط فيما يحتاج إليه فيه.
و ذكر أبو داود في «سننه» أن النبي (صلى اللّه عليه و سلم) استعط [1]
فصل في هديه (صلى اللّه عليه و سلم) في علاج المفؤود
روى أبو داود في «سننه» من حديث مجاهد، عن سعد، قال: مرضت مرضا، فأتاني رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يعودني، فوضع يده بين ثديي حتى وجدت بردها على فؤادي، و قال لي «إنّك رجل مفئود فأت الحارث بن كلدة من ثقيف، فإنّه رجل يتطبّب، فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة، فليجأهنّ بنواهنّ ثم ليلدّك بهنّ» [2].
المفؤود: الذي أصيب فؤاده، فهو يشتكيه، كالمبطون الذي يشتكي بطنه و اللدود ما يسقاه الإنسان من أحد جانبي الفم.
و في التمر خاصية عجيبة لهذا الداء، و لا سيما تمر المدينة، و لا سيما العجوة منه.