responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 7

صِيامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ‌ [1]، فأباح للمريض، و من به أذى من رأسه، من قمل، أو غيرهما، أن يحلق رأسه في الإحرام استفراغا لمادة الأبخرة الرديئة التي اوجبت له الأذى في رأسه باحتقانها تحت الشعر، فإذا حلق رأسه تفتحت المسام، فخرجت تلك الأبخرة منها، فهذا الاستفراغ يقاس عليه كلّ استفراغ يؤذي انحباسه، و الأشياء التي يؤذي انحباسها و مدافعتها عشرة: الدم إذا هاج، و المني إذا تبيّغ، و البول، و الغائط، و الريح، و القي‌ء، و العطاس، و النوم، و الجوع، و العطش. و كل واحد من هذه العشرة يوجب حبسه داء من الأدواء بحسبه.

و قد نبه سبحانه باستفراغ أدناها، و هو البخار المحتقن في الرأس على استفراغ ما هو أصعب منه، كما هي طريقة القرآن التنبيه بالأدنى على الأعلى.

و أما الحمية: فقال تعالى في آية الوضوء: وَ إِنْ كُنْتُمْ مَرْضى‌ أَوْ عَلى‌ سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ، أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً [2]، فأباح للمريض العدول عن الماء إلى التراب حمية له أن يصيب جسده ما يؤذيه، و هذا تنبيه على الحمية عن كل مؤذ له من داخل أو خارج فقد أرشد- سبحانه عباده إلى أصول الطب و مجامع قواعده، و نحن نذكر هدي رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) في ذلك، و نبين أن هديه فيه أكمل هدي.

فأما طب القلوب، فمسلّم إلى الرّسل (صلوات اللّه و سلامه عليهم)، و لا سبيل إلى حصوله إلا من جهتهم و على أيديهم، فإن صلاح القلوب أن تكون عارفة بربّها، و فاطرها، و بأسمائه، و صفاته، و أفعاله، و أحكامه، و أن تكون مؤثرة لمرضاته و محابّه، متجنّبة لمناهيه و مساخطه، و لا صحة لها و لا حياة البتة إلا بذلك، و لا سبيل إلى تلقّيه إلا من جهة الرسل و ما يظن من حصول صحّة القلب بدون اتّباعهم، فغلط ممن يظنّ ذلك، و إنما ذلك حياة نفسه البهيمية الشهوانية، و صحتها و قوتها، و حياة قلبه و صحته، و قوته عن ذلك بمعزل و من لم يميز بين هذا و هذا، فليبك على حياة قلبه، فإنه من الأموات، و على نوره، فإنه منغمس في بحار الظلمات.


[1] البقرة- 196

[2] النساء- 43- المائدة- 6- و المعنى أنه ليس عليكم حرج إذا كنتم محدثين و أردتم القيام للصلاة أن تتطهروا بالماء و يعفى من ذلك المرضى مرضا يضر معه الماء و المسافرون الذين لا يجدون الماء بعد طلبه فإنه يكفيهم أن يتيمموا بالتراب فيمسحوا بوجوههم و أيديهم.

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 7
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست