responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 6

و أما مرض الشهوات، فقال تعالى‌ يا نِساءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّساءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ‌ [1]. فهذا مرض شهوة الزنا، و اللّه أعلم.

فصل‌

و أما مرض الأبدان، فقال تعالى‌ لَيْسَ عَلَى الْأَعْمى‌ حَرَجٌ وَ لا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ وَ لا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ‌ [2]. و ذكر مرض البدن في الحج و الصوم و الوضوء لسرّ بديع يبيّن لك عظمة القرآن، و الاستغناء به لمن فهمه و عقله عن سواه، و ذلك أن قواعد طب الأبدان ثلاثة حفظ الصحة، و الحمية عن المؤذي، و استفراغ المواد الفاسدة، فذكر سبحانه هذه الأصول الثلاثة في هذه المواضع الثلاثة.

فقال في آية الصوم: فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى‌ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [3]، فأباح الفطر للمريض لعذر المرض، و للمسافر طلبا لحفظ صحته و قوته لئلا يذهبها الصوم في السفر لاجتماع شدة الحركة، و ما يوجبه من التحليل، و عدم الغذاء الذي يخلف ما تحلّل فتخور القوة، و تضعف، فأباح للمسافر الفطر حفظا لصحته و قوته عما يضعفها

و قال في آية الحج‌ فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ بِهِ أَذىً مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ‌


لا رشوة فيه و لا تدجيل، و أنه يتبع الحق، لذلك إذا كانوا مبطلين أعرضوا عن كتاب اللّه، و إذا كانوا ذوي حق رضوا بالتحاكم إليه لأنهم يعرفون حق المعرفة أنه سينصفهم، لأنه لا معدل فيه عن الحق.

فهل في قلوبهم مرض أم هم مرتابون في الحكم، أم يخافون أن لا ينصفهم القرآن؟ لا إنهم يعرفون الحقيقة و لكنهم هم الظالمون.

[1] الأحزاب- 32- هذا نداء لنساء النبي (صلى اللّه عليه و سلم) لما شرفهن اللّه سبحانه بأنهن أمهات المؤمنين، و بأنهن قدوة النساء الأخريات و لسن كبقية النساء فعليهن أن يكن في غاية التقوى و الصلاح و حسن الأسوة و القدوة، فمن التقوى أن لا يلنّ في الأقوال إذا اضطررن أن يخاطبن الرجال الأجانب، بل عليهن أن يكون كلامهن من غير خضوع و لا لين، فذلك أقرب إلى مركزهن و يتناسب مع قيمتهن و حتى لا يطمع الرجال الذين في قلوبهم أغراض سافلة غير رفيعة.

[2] النور- 61- الفتح- 17- هؤلاء ذو و العلل معذورون في ترك الجهاد، فليس عليهم إثم إذا حضر الجهاد أن لا يجاهدوا.

[3] البقرة- 184.

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 6
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست