responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 5

الطبّ النّبويّ‌ فصول نافعة في هديه (صلى اللّه عليه و سلم) في الطب الذي تطبّب به و وصفه لغيره. و نبيّن ما فيه من الحكمة التي تعجز عقول أكثر الأطباء عن الوصول إليها، و أن نسبة طبهم إليها كنسبة طب العجائز إلى طبهم فنقول و باللّه المستعان و منه نستمد الحول و القوة:

المرض: نوعان مرض القلوب، و مرض الأبدان، و هما مذكوران في القرآن.

و مرض القلوب: نوعان: مرض شبهة و شك، و مرض شهوة و غيّ، و كلاهما في القرآن. قال تعالى في مرض الشبهة: فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً [1].

و قال تعالى: وَ لِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْكافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا [2] و قال تعالى في حقّ من دعي إلى تحكيم القرآن و السنة، فأبى و أعرض:

وَ إِذا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَ رَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ، وَ إِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ أَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتابُوا، أَمْ يَخافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ رَسُولُهُ بَلْ أُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ‌ [3]، فهذا مرض الشبهات و الشكوك.


[1] البقرة- 10- و المعنى أن قلوبهم ضعيفة بما فيها من الشك و النفاق فزادها اللّه ضعيفة بما انزل من القرآن. قال تعالى‌ وَ نُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ لا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً.

[2] المدثر- 31- و المعنى أنا جعلنا الموكلين على النار ملائكة و جعلنا عدتهم تسعة عشر ليستيقن الذين اوتوا الكتاب و يزداد الذين آمنوا إيمانا و لكي لا تقع الريبة في قلوب الذين أوتوا الكتاب و في قلوب المؤمنين، و ليقول الكفرة و المنافقون من ذوي أمراض القلوب معترضين: ما ذا أراد اللّه بهذا مثلا؟ و سموه مثلا لغرابته.

[3] النور- 48- 49- 50 و المعنى و إذا دعي المنافقون مرض القلوب إلى كتاب ليحكم هم رسول اللّه بما فيه من الاحكام بدا ما يخفون في قلوبهم من كذب و شك، و ظهر ذلك على وجوههم و ألسنتهم، فإذا هم يعرضون عن الحكم لكتاب اللّه، و عن المجي‌ء إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، و ذلك أنهم يعلمون أن الحكم في الاسلام‌

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 5
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست