responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 41

فحصل من ذلك أن أصل الأمراض المزاجية هي التابعة لأقوى كيفيات الأخلاط التي هي الحرارة و البرودة، فجاء كلام النبوة في أصل معالجة الأمراض التي هي الحارة و الباردة على طريق التمثيل، فإن كان المرض حارا، عالجناه بإخراج الدم، بالفصد كان أو بالحجامة، لأن في ذلك استفراغا للمادة، و تبريدا للمزاج.

و إن كان باردا عالجناه بالتسخين، و ذلك موجود في العسل، فإن كان يحتاج مع ذلك إلى استفراغ المادة الباردة، فالعسل أيضا يفعل في ذلك لما فيه من الإنضاج، و التقطيع، و التلطيف، و الجلاء، و التليين، فيحصل بذلك استفراغ تلك المادة برفق و أمن من نكاية المسهلات القوية.

و أما الكي: فلان كل واحد من الأمراض المادية، إما أن يكون حادا فيكون سريع الإفضاء لأحد الطرفين، فلا يحتاج إليه فيه، و إما أن يكون مزمنا، و أفضل علاجه بعد الاستفراغ الكيّ في الأعضاء التي يجوز فيها الكيّ، لأنه لا يكون مزمنا إلا عن مادة باردة غليظة قد رسخت في العضو، و أفسدت مزاجه، و أحالت جميع ما يصل إليه إلى مشابهة جوهرها، فيشتعل في ذلك العضو، فيستخرج بالكي تلك المادة من ذلك المكان الذي هو فيه بإفناء الجزء الناري الموجود بالكي لتلك المادة.

فتعلمنا بهذا الحديث الشريف أخذ معالجة الأمراض المادية جميعها، كما استنبطنا معالجة الأمراض الساذجة من قوله (صلى اللّه عليه و سلم): «إن شدّة الحمّى من فيح جهنّم، فأبردوها بالماء».

فصل: [في الحجامة]

و أما الحجامة، ففي «سنن ابن ماجه» من حديث جبارة بن المغلّس،- و هو ضعيف- عن كثير بن سليم، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «ما مررت ليلة أسري بي بملا إلا قالوا: يا محمد! مر أمّتك بالحجامة» [1].

و روى الترمذي في «جامعه» من حديث ابن عباس هذا الحديث: و قال فيه: «عليك بالحجامة يا محمّد»


[1] أخرجه ابن ماجه. و سنده ضعيف و هو حديث صحيح بشواهده و في الباب عن ابن مسعود و ابن عباس عند الترمذي‌

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 41
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست