نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 287
لحمها مشويا، و هو يعقل البطن، و يدر البول، و يفتّت الحصى، و أكل رءوسها ينفع من الرعشة.
لحم حمار الوحش: ثبت في «الصحيحين»: من حديث أبي قتادة رضي اللّه عنه، أنهم كانوا مع رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) في بعض عمره، و أنه صاد حمار وحش، فأمرهم النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) بأكله و كانوا محرمين، و لم يكن أبو قتادة محرما.
و في «سنن ابن ماجه»: عن جابر قال: أكلنا زمن خيبر الخيل و حمر الوحش [1].
لحمه حار يابس، كثير التغذية، مولد دما غليظا سوداويا، إلا أن شحمه نافع مع دهن القسط لوجع الظهر و الريح الغليظة المرخية للكلى، و شحمه جيد للكلف طلاء، و بالجملة فلحوم الوحوش كلّها تولد دما غليظا سوداويا، و أحمده الغزال، و بعده الأرنب.
لحوم الأجنّة: غير محمودة لاحتقان الدم فيها، و ليست بحرام، لقوله (صلى اللّه عليه و سلم):
و منع أهل العراق من أكله إلا أن يدركه حيا فيذكيه، و أولو الحديث على أن المراد به أن ذكاته كذكاة أمه. قالوا: فهو حجة على التحريم، و هذا فاسد، فإن أول الحديث أنهم سألوا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) فقالوا: يا رسول اللّه! نذبح الشاة، فنجد في بطنها جنينا أ فنأكله؟ فقال: «كلوه إن شئتم فإنّ ذكاته ذكاة أمّه».
و أيضا: فالقياس يقتضي حلّه، فإنه ما دام حملا فهو جزء من أجزاء الأم، فذكاتها ذكاة لجميع أجزائها، و هذا هو الذي أشار إليه صاحب الشرع بقوله: «ذكاته ذكاة أمه»، كما تكون ذكاتها ذكاة سائر أجزائها، فلو لم تأت عنه السنة الصريحة بأكله، لكان القياس الصحيح يقتضي حله.