responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 253

ثم إن فيه من إراحة القوى و الأعضاء ما يحفظ عليها قواها، و فيه خاصية تقتضي إيثاره، و هي تفريحه للقلب عاجلا و آجلا، و هو أنفع شي‌ء لأصحاب الأمزجة الباردة و الرطبة، و له تأثير عظيم في حفظ صحتهم.

و هو يدخل في الأدوية الروحانية و الطبيعية، و إذا رعى الصائم فيه ما ينبغي مراعاته طبعا و شرعا، عظم انتفاع قلبه و بدنه به، و حبس عنه الموادّ الغريبة الفاسدة التي هو مستعدّ لها، و أزال الموادّ الرديئة الحاصلة بحسب كماله و نقصانه، و يحفظ الصائم مما ينبغي ان يتحفّظ منه، و يعينه على قيامه بمقصود الصوم و سرّه و علته الغائية، فإن القصد منه أمر آخر وراء ترك الطعام و الشراب، و باعتبار ذلك الأمر اختصّ من بين الأعمال بأنه للّه سبحانه، و لما كان وقاية و جنّة بين العبد و بين ما يؤذي قلبه و بدنه عاجلا و آجلا، قال اللّه تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ كَما كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ‌ [البقرة: 183]، فأحد مقصودي الصيام الجنّة و الوقاية، و هي حمية عظيمة النفع، و المقصود الآخر: اجتماع القلب و الهم على اللّه تعالى، و توفير قوى النفس على محبته و طاعته، و قد تقدم الكلام في بعض أسرار الصوم عند ذكر هديه (صلى اللّه عليه و سلم) فيه.

حرف الضاد

ضب: ثبت في «الصحيحين»: من حديث ابن عباس، أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) سئل عنه لما قدم إليه، و امتنع من أكله: أ حرام هو؟ فقال: «لا و لكن لم يكن بأرض قومي، فأجدني أعافه. و أكل بين يديه و على مائدته و هو ينظر».

و في الصحيحين»: من حديث ابن عمر رضي اللّه عنهما، عنه (صلى اللّه عليه و سلم) أنه قال:

«لا أحلّه و لا أحرّمه» [1].

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست