نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 252
يحب الصابرين، و نصره لأهله، فإن النصر الصبر، و إنه خير لأهله، وَ لَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ[1]. و إنه سبب الفلاح: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَ صابِرُوا وَ رابِطُوا وَ اتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[2].
صبر: روى أبو داود في كتاب «المراسيل» من حديث قيس بن رافع القيسي، أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قال: «ما ذا في الأمرين من الشّفاء؟ الصّبر و الثّفّاء» [3]. و في «السنن» لأبي داود: من حديث أم سلمة، قالت: دخل عليّ رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) حين توفي أبو سلمة، و قد جعلت عليّ صبرا، فقال: «ما ذا يا أمّ سلمة؟» فقلت: إنما هو صبر يا رسول اللّه، ليس فيه طيب، قال: «إنّه يشب الوجه، فلا تجعليه إلّا باللّيل» و نهى عنه بالنهار [4].
الصبر كثير المنافع، لا سيما الهنديّ منه، ينقي الفضول الصفراوية التي في الدماغ و أعصاب البصر، و إذا طلي على الجبهة و الصدغ بدهن الورد، نفع من الصّداع، و ينفع من قروح الأنف و الفم، و يسهل السوداء و الماليخوليا.
و الصبر الفارسي يذكي العقل، و يمدّ الفؤاد، و ينقّي الفضول الصفراوية و البلغميّة من المعدة إذا شرب منه ملعقتان بماء، و يردّ الشهوة الباطلة و الفاسدة، و إذا شرب في البرد، خيف أن يسهل دما.
صوم: الصوم جنة من أدواء الروح و القلب و البدن، منافعه تفوت الإحصاء، و له تأثير عجيب في حفظ الصحة، و إذابة الفضلات، و حبس النفس عن تناول مؤذياتها، و لا سيما إذا كان باعتدال و قصد في أفضل أوقاته شرعا، و حاجة البدن إليه طبعا.