نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 221
للعطش، مطلق للبطن، مدر للبول، يقوم في لسع الهوام و جميع الأورام الباردة مقام الترياق، و إذا دقّ و عمل منه ضماد على نهش الحيات، أو على لسع العقارب، نفعها و جذب السموم منها، و يسخن البدن، و يزيد في حرارته، و يقطع البلغم، و يحلّل النفخ و يصفّي الحلق، و يحفظ صحة أكثر الأبدان، و ينفع من تغير المياه، و السعال المزمن، و يؤكل نيئا و مطبوخا و مشويا، و ينفع من وجع الصدر من البرد، و يخرج العلق من الحلق، و إذا دقّ مع الخل و الملح و العسل، ثم وضع على الضرس المتأكّل، فتّته و أسقطه، و على الضرس الوجع، سكن وجعه، و إن دق منه مقدار درهمين، و أخذ مع ماء العسل، أخرج البلغم و الدود، و إذا طلي بالعسل على البهق، نفع.
و من مضاره: أنه يصدع، و يضرّ الدماغ و العينين، و يضعف البصر و الباه، و يعطّش، و يهيّج الصفراء، و يجيف رائحة الفم، و يذهب رائحته أن يمضغ عليه ورق السّذاب.
ثريد: ثبت في «الصحيحين» عنه (صلى اللّه عليه و سلم) أنه قال: «فضل عائشة على النّساء كفضل الثّريد على سائر الطّعام» [1].
و الثريد و إن كان مركبا، فإنه مركب من خبز و لحم، فالخبز أفضل الأقوات، و اللحم سيد الإدام، فإذا اجتمعا لم يكن بعدهما غاية.
و تنازع الناس أيّهما أفضل؟ و الصواب أن الحاجة إلى الخبز أكثر و أعم، و اللحم أجلّ و أفضل، و هو أشبه بجوهر البدن من كل ما عداه، و هو طعام أهل الجنة، و قد قال تعالى لمن طلب البقل، و القثّاء، و الفوم، و العدس، و البصل:
أَ تَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ[2]، و كثير من السلف على أن الفوم الحنطة، و على هذا فالآية نص على أن اللحم خير من الحنطة.
[1] أخرجه البخاري و مسلم في فضائل أصحاب النبي (صلى اللّه عليه و سلم).