نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 220
تلبينة: قد تقدم أنها ماء الشعير المطحون، و ذكرنا منافعها، و أنها أنفع لأهل الحجاز من ماء الشعير الصحيح.
حرف الثاء
ثلج: ثبت في «الصحيح»: عن النبي (صلى اللّه عليه و سلم) أنه قال: «اللّهمّ اغسلني من خطاياي بالماء و الثّلج و البرد» [1].
و في هذا الحديث من الفقه: أن الداء يداوى بضده، فإن في الخطايا من الحرارة و الحريق ما يضاده الثلج و البرد، و الماء البارد، و لا يقال: إن الماء الحار أبلغ في إزالة الوسخ، لأن في الماء البارد من تصليب الجسم و تقويته ما ليس في الحار، و الخطايا توجب أثرين: التدنيس و الإرخاء، فالمطلوب مداواتها بما ينظّف القلب و يصلّبه، فذكر الماء البارد و الثلج و البرد إشارة إلى هذين الأمرين.
و بعد فالثلج بارد على الأصح، و غلط من قال: حار، و شبهته تولّد الحيوان فيه، و هذا لا يدل على حرارته، فإنه يتولّد في الفواكه الباردة، و في الخل، و أما تعطيشه، فلتهييجه الحرارة لا لحرارته في نفسه، و يضر المعدة و العصب، و إذا كان وجع الأسنان من حرارة مفرطة، سكنها.
ثوم: هو قريب من البصل، و في الحديث: «من أكلهما فليمتهما طبخا» [2]. و أهدي إليه طعام فيه ثوم، فأرسل به إلى أبي أيوب الأنصاري، فقال: يا رسول اللّه، تكرهه و ترسل به إليّ؟ فقال: «إنّي أناجي من لا تناجي».
و بعد فهو حار يابس في الرابعة، يسخن تسخينا قويا، و يجفف تجفيفا بالغا، نافع للمبرودين، و لمن مزاجه بلغمي، و لمن أشرف على الوقوع في الفالج، و هو مجفف للمني، مفتح للسّدد، محلل للرياح الغليظة، هاضم للطعام، قاطع