responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 21

ذكر القسم الأول و هو العلاج بالأدوية الطبيعية

فصل في هديه في علاج الحمّى‌

ثبت في «الصحيحين»: عن نافع، عن ابن عمر، أن النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) قال:

«إنّما الحمىّ أو شدّة من فيح جهنّم، فأبردوها بالماء» [1].

و قد أشكل هذا الحديث على كثير من جهلة الأطباء، و رأوه منافيا لدواء الحمى و علاجها، و نحن نبيّن بحول اللّه و قوته وجهه و فقهه، فنقول: «خطاب النبي (صلى اللّه عليه و سلم) نوعان: عام لأهل الأرض، و خاص ببعضهم، فالأول «كعامة خطابه، و الثاني: كقوله: «لا تستقبلوا القبلة بغائط». و لا بول، و لا تستدبروها، و لكن شرّقوا، أو غرّبوا» [2]، فهذا ليس بخطاب لأهل المشرق و المغرب و لا العراق، و لكن لأهل المدينة و ما على سمتها، كالشام و غيرها. و كذلك قوله: «ما بين المشرق و المغرب قبلة» [3].

و إذا عرف هذا، فخطابه في هذا الحديث خاصّ بأهل الحجاز، و ما و الاهم، إذ كان أكثر الحميّات التي تعرض لهم من نوع الحمىّ اليومية العرضية الحادثة عن شدة حرارة الشمس، و هذه ينفعها الماء البارد شربا و اغتسالا، فإن الحمّى حرارة غريبة تشتعل في القلب، و تنبث منه بتوسط الروح و الدم في الشرايين و العروق الى جميع البدن، فتشتعل فيه اشتعالا يضر بالأفعال الطبيعية، و هي تنقسم الى قسمين: عرضية: و هي الحادثة إما عن الورم، أو الحركة، أو إصابة حرارة الشمس، أو القيظ الشديد، و نحو ذلك.


[1] أخرجه الإمام أحمد، و البخاري عن ابن عباس في الطب- و رواه مسلم في السلام: باب لكل داء دواء

[2] أخرجه البخاري في القبلة. و مسلم في الطهارة. قال البغوي: هذا خطاب لأهل المدينة، و لمن كانت قبلته على ذلك السمت. فأما من كانت جهته إلى المشرق و المغرب فإنه ينحرف إلى الجنوب أو الشمال.

[3] أخرجه الترمذي و ابن ماجه و الحاكم في الصلاة عن أبي هريرة. قال الترمذي- حسن صحيح. و قال الحاكم صحيح على شرطهما. أي البخاري و مسلم. و أقره الذهبي و قال النسائي منكر. و أقره عليه الحافظ العراقي.

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست