نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 20
كان كل نار مسخنا، فإن هذه القضية لا تنعكس كلية، بل عكسها الصادق بعض المسخن نار.
و أما قولكم بفساد صورة النار النوعية، فأكثر الأطباء على بقاء صورتها، النوعية، و القول بفسادها قول فاسد قد اعترف بفساده أفضل متأخريكم [1] في كتابه المسمى بالشفاء، و برهن على بقاء الأركان أجمع على طبائعها في المركبات. و باللّه التوفيق.
فصل: في علاجه ص للمرض
و كان علاجه (صلى اللّه عليه و سلم) للمرض ثلاثة أنواع:
أحدها: بالأدوية الطبيعية.
و الثاني: بالأدوية الإلهية.
و الثالث: بالمركب من الأمرين.
و نحن نذكر الأنواع الثلاثة من هدية (صلى اللّه عليه و سلم)، فنبدأ بذكر الأدوية الطبيعية التي وصفها و استعملها، ثم نذكر الأدوية الإلهية، ثم المركبة.
و هذا إنما نشير إليه إشارة، فإن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) إنما بعث هاديا، و داعيا الى اللّه، و إلى جنته، و معرفا باللّه، و مبينا للأمة مواقع رضاه و آمرا لهم بها، و مواقع سخطه و ناهيا لهم عنها، و مخبرهم أخبار الأنبياء و الرسل و أحوالهم مع أممهم، و أخبار تخليق العالم، و أمر المبدأ و المعاد، و كيفية شقاوة النفوس و سعادتها، و أسباب ذلك.
و أما طب الأبدان «فجاء من تكميل شريعته، و مقصودا لغيره، بحيث إنما يستعمل عند الحاجة إليه، فإذا قدر على الاستغناء عنه، كان صرف الهمم و القوى الى علاج القلوب و الأرواح، و حفظ صحتها، و دفع أسقامها، و حميتها مما يفسدها هو المقصود بالقصد الأول، و إصلاح البدن بدون إصلاح القلب لا ينفع، و فساد البدن مع إصلاح القلب مضرته يسيرة جدا، و هي مضرة زائلة تعقبها المنفعة الدائمة التامة، و باللّه التوفيق.
[1] أي الشيخ الرئيس أبو علي الحسين بن عبد اللّه بن سينا توفي عام 428 ه.
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 20