responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 22

و مرضية: و هي ثلاثة أنواع، و هي لا تكون إلا في مادة أولى، ثم منها يسخن جميع البدن، فإن كان مبدأ تعلقها بالروح سميت حمىّ يوم، لأنها في الغالب تزول في يوم، و نهايتها ثلاثة أيام، و إن كان مبدأ تعلقها بالأخلاط سميت عفنية، و هي أربعة أصناف: صفراوية، و سوداوية، بلغمية، و دموية. و إن كان مبدأ تعلقها بالأعضاء الصلبة الأصلية، سميت حمّى دق، و تحت هذه الأنواع أصناف كثيرة.

و قد ينتفع البدن بالحمّى انتفاعا عظيما لا يبلغه الدواء، و كثيرا ما يكون حمّى يوم، و حمّى العفن سببا لانضاج مواد غليظة لم تكن تنضج بدونها، و سببا لتفتح سدد لم يكن تصل إليها الأدوية المفتحة.

و أما الرمد الحديث و المتقادم، فإنها تبرئ أكثر أنواعه برآ عجيبا سريعا، و تنفع من الفالج، و اللقوة [1]، و التشنج الامتلائي، و كثيرا من الأمراض الحادثة عن الفضول الغليظة.

و قال لي بعض فضلاء الأطباء: إن كثيرا من الأمراض نستبشر فيها بالحمىّ، كما يستبشر المريض بالعافية، فتكون الحمّى فيه أنفع من شرب الدواء بكثير، فإنها تنضج من الأخلاط و المواد الفاسدة ما يضرّ بالبدن، فإذا أنضجتها صادفها الدواء متهيئة للخروج بنضاجها، فأخرجها، فكانت سببا للشفاء.

و إذا عرف هذا، فيجوز أن يكون مراد الحديث من أقسام الحميّات العرضية، فإنها تسكن على المكان بالانغماس في الماء البارد، و سقي الماء البارد المثلوج، و لا يحتاج صاحبها مع ذلك الى علاج آخر، فإنها مجرد كيفية حارة متعلقة بالروح، فيكفي في زوالها مجرد وصول كيفية باردة تسكنها، و تخمد لهبها من غير حاجة الى استفراغ مادة، أو انتظار نضج.

و يجوز أن يراد به جميع أنواع الحميات، و قد اعترف فاضل الأطباء جالينوس: بأن الماء البارد ينفع فيها، قال في المقالة العاشرة من كتاب «حيلة البرء»: و لو أن رجلا شابا حسن اللحم، خصب البدن في وقت القيظ، و في وقت منتهى الحمّى، و ليس في أحشائه ورم، استحم بماء بارد، أو سبح فيه، لانتفع بذلك. قال: و نحن نأمر بذلك بلا توقف.


[1] داء يكون في الوجه يعوج منه الشدق‌

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 22
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست