responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 200

امرأة العزيز في شأن يوسف، و حكاه عن قوم لوط، فقال تعالى إخبارا عنهم لما جاءت الملائكة لوطا: وَ جاءَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ يَسْتَبْشِرُونَ قالَ إِنَّ هؤُلاءِ ضَيْفِي فَلا تَفْضَحُونِ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ لا تُخْزُونِ قالُوا أَ وَ لَمْ نَنْهَكَ عَنِ الْعالَمِينَ، قالَ هؤُلاءِ بَناتِي إِنْ كُنْتُمْ فاعِلِينَ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ‌ [1].

و أما ما زعمه بعض من لم يقدر رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) حقّ قدره أنه ابتلي به في شأن زينب بنت جحش، و أنه رآها فقال «سبحان مقلّب القلوب». و أخذت بقلبه، و جعل يقول لزيد بن حارثة: أمسكها حتى أنزل اللّه عليه: وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اتَّقِ اللَّهَ وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ، مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى النَّاسَ وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ‌ [2]، فظن هذا الزاعم أن ذلك في شأن العشق، و صنّف بعضهم كتابا في العشق، و ذكر فيه عشق الأنبياء، و ذكر هذه الواقعة، و هذا من جهل هذا القائل بالقرآن و بالرسل، و تحميله كلام اللّه ما لا يحتمله، و نسبته رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) إلى ما برأه اللّه منه، فإن زينب بنت جحش كانت تحت زيد بن حارثة، و كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) قد تبناه، و كان يدعى زيد بن محمد، و كانت زينب فيها شمم و ترفّع عليه، فشاور رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) في طلاقها، فقال له رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم): «أمسك عليك زوجك و اتّق اللّه» و أخفى في نفسه أن يتزوّجها إن طلقها زيد، و كان يخشى من قالة الناس أنه تزوّج امرأة ابنه، لأن زيدا كان يدعى ابنه، فهذا هو الذي أخفاه في نفسه، و هذه هي الخشية من الناس التي وقعت له، و لهذا ذكر سبحانه هذه الآية يعدد فيها نعمه عليه لا يعاتبه فيها، و أعلمه أنه لا ينبغي له أن يخشى الناس فيما أحل اللّه له، و أن اللّه أحقّ أن يخشاه، فلا يتحرّج ما أحله له لأجل قول الناس، ثم أخبره أنه سبحانه زوجه إياها بعد قضاء زيد وطره منها لتقتدي أمّته به في ذلك، و يتزوج الرجل بامرأة ابنه من التبني، لا امرأة ابنه لصلبه‌ [3] و لهذا قال في آية


[1] الحجر- 68- 77.

[2] الأحزاب- 37.

[3] لا صحة لهذا الحديث.

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 200
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست