نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 198
و المقت من اللّه، و إعراضه عن فاعله، و عدم نظره إليه، فأيّ خير يرجوه بعد هذا، و أيّ شر يأمنه، و كيف حياة عبد قد حلت عليه لعنة اللّه و مقته، و أعرض عنه بوجهه، و لم ينظر إليه.
و أيضا: فإنه يذهب بالحياء جملة، و الحياء هو حياة القلوب فإذا فقدها القلب، استحسن القبيح، و استقبح الحسن، و حينئذ فقد استحكم فساده.
و أيضا: فإنه يحيل الطباع عما ركبها اللّه، و يخرج الإنسان عن طبعه إلى طبع لم يركب اللّه عليه شيئا من الحيوان، بل هو طبع منكوس، و إذا نكس الطبع انتكس القلب، و العمل، و الهدى، فيستطيب حينئذ الخبيث من الأعمال و الهيئات و يفسد حاله و عمله و كلامه بغير اختياره.
و أيضا: فإنه يورث من الوقاحة و الجرأة ما لا يورثه سواه.
و أيضا: فإنه يورث من المهانة و السّفال و الحقارة ما لا يورثه غيره.
و أيضا: فإنه يكسو العبد من حلة المقت و البغضاء، و ازدراء الناس له، و احتقارهم إياه، و استصغارهم له ما هو مشاهد بالحسّ فصلاة اللّه و سلامه على من سعادة الدنيا و الآخرة في هديه و اتباع ما جاء به، و هلاك الدنيا و الآخرة في مخالفة هديه و ما جاء به.
فصل
و الجماع الضار: نوعان: ضار شرعا، و ضار طبعا. فالضار شرعا:
المحرّم، و هو مراتب بعضها أشدّ من بعض. و التحريم العارض منه أخفّ من اللازم، كتحريم الإحرام، و الصيام، و الاعتكاف، و تحريم المظاهر منها قبل التكفير، و تحريم وطء الحائض و نحو ذلك، و لهذا لا حدّ في هذا الجماع.
و أما اللازم: فنوعان. نوع لا سبيل إلى حلّه البتة، كذوات المحارم، فهذا من
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 198