نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 184
و أعوذ بك منك» [1]، فهو سبحانه الذي يعيذ عبده و ينجيه من بأسه الذي هو بمشيئته و قدرته، فمنه البلاء، و منه الإعانة، و منه ما يطلب النجاة منه، و إليه الالتجاء في النجاة، فهو الذي يلجأ إليه في أن ينجي مما منه، و يستعاذ به مما منه، فهو ربّ كل شيء، و لا يكون شيء إلا بمشيئته: وَ إِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ[2]قُلْ مَنْ ذَا الَّذِي يَعْصِمُكُمْ مِنَ اللَّهِ إِنْ أَرادَ بِكُمْ سُوءاً أَوْ أَرادَ بِكُمْ رَحْمَةً[3] ثمّ ختم الدعاء بالإقرار بالإيمان بكتابه و رسوله الذي هو ملاك النجاة، و الفوز في الدنيا و الآخرة، فهذا هديه في نومه.
لو لم يقل إنّي رسول لكا* * * ن شاهد في هديه ينطق
فصل
و أما هديه في يقظته، فكان يستيقظ إذا صاح الصارخ و هو الديك، فيحمد اللّه تعالى و يكبّره، و يهلله و يدعوه، ثم يستاك، ثم يقوم إلى وضوئه، ثم يقف للصلاة بين يدي ربه، مناجيا له بكلامه، مثنيا عليه، راجيا له، راغبا راهبا، فأيّ حفظ لصحة القلب و البدن، و الروح و القوى، و لنعيم الدنيا و الآخرة فوق هذا.
فصل
و أما تدبير الحركة و السكون، و هو الرياضة، فنذكر منها فصلا يعلم منه مطابقة هديه في ذلك لأكمل أنواعه و أحمدها و أصوبها، فنقول: