responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 183

و قوله: «أسلمت نفسي إليك»، أي: جعلتها مسلمة لك تسليم العبد المملوك نفسه إلى سيده و مالكه. و توجيه وجهه إليه يتضمّن إقباله بالكلية على ربه، و إخلاص القصد و الإرادة له، و إقراره بالخضوع و الذل و الانقياد، قال تعالى: فَإِنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ، وَ مَنِ اتَّبَعَنِ‌ [1] و ذكر الوجه إذ هو أشرف ما في الانسان، و مجمع الحواس، و أيضا ففيه معنى الوجه و القصد من قوله:

استغفر اللّه ذنبا لست محصيه* * * رب العباد إليه الوجه و العمل‌

و تفويض الأمر إليه ردّه إلى اللّه سبحانه، و ذلك يوجب سكون القلب و طمأنينته، و الرضى بما يقضيه و يختاره له مما يحبه و يرضاه، و التفويض من أشرف مقامات العبودية، و لا علة فيه، و هو من مقامات الخاصة خلافا لزاعمي خلاف ذلك.

و إلجاء الظهر إليه سبحانه يتضمّن قوة الاعتماد عليه، و الثقة به، و السكون إليه، و التوكل عليه، فإن من أسند ظهره إلى ركن وثيق، لم يخف السقوط.

و لما كان للقلب قوتان: قوة الطلب، و هي الرغبة، و قوة الهرب، و هي الرهبة، و كان العبد طالبا لمصالحه، هاربا من مضاره، جمع الأمرين في هذا التفويض و التوجه، فقال: رغبة و رهبة إليك، ثم أثنى على ربه، بأنه لا ملجأ للعبد سواه، و لا منجا له منه غيره، فهو الذي يلجأ إليه العبد لينجيه من نفسه، كما في الحديث الآخر: «أعوذ برضاك من سخطك، و بمعافاتك من عقوبتك،


[1] آل عمران- 20.

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست