responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 185

من المعلوم افتقار البدن في بقائه إلى الغذاء و الشراب، و لا يصير الغذاء بجملته جزءا من البدن، بل لا بد أن يبقى منه عند كل هضم بقية ما، إذا كثرت على ممر الزمان اجتمع منها شي‌ء له كمية و كيفية، فيضرّ بكميته بأن يسد و يثقل البدن، و يوجب أمراض الاحتباس، و إن استفرغ تأذى البدن بالأدوية، لأن اكثرها سميّة، و لا تخلو من إخراج الصالح المنتفع به، و يضر بكيفيته، بأن يسخن بنفسه، أو بالعفن، أو يبرد بنفسه، أو يضعف الحرارة الغريزية عن إنضاجه.

و سدد الفضلات لا محالة ضارة تركت، أو استفرغت، و الحركة أقوى الأسباب في منع تولدها، فإنه تسخن الأعضاء، و تسيل فضلاتها، فلا تجتمع على طول الزمان، و تعوّد البدن الخفة و النشاط، و تجعله قابلا للغذاء، و تصلّب المفاصل، و تقوي الأوتار و الرباطات، و تؤمن جميع الأمراض المادية و أكثر الأمراض المزاجية إذا استعمل القدر المعتدل منها في وقته، و كان باقي التدبير صوابا.

و وقت الرياضة بعد انحدار الغذاء، و كمال الهضم، و الرياضة المعتدلة هي التي تحمرّ فيها البشرة، و تربو و يتندى بها البدن، و أما التي يلزمها سيلان العرق فمفرطة، و أي عضو كثرت رياضته قوي، و خصوصا على نوع تلك الرياضة، بل كل قوة فهذا شأنها، فإن من استكثر من الحفظ قويت حافظته، و من استكثر من الفكر قويت قوّته المفكّرة، و لكل عضو رياضة تخصّه، فللصدر القراءة، فليبتدئ فيها من الخفية إلى الجهر بتدريج، و رياضة السمع بسمع الأصوات، و الكلام بالتدريج، فينتقل من الأخف إلى الأثقل، و كذلك رياضة اللسان في الكلام، و كذلك رياضة البصر، و كذلك رياضة المشي بالتدريج شيئا فشيئا.

و أما ركوب الخيل، و رمي النشاب، و الصراع، و المسابقة على الأقدام، فرياضة للبدن كله، و هي قالعة لأمراض مزمنة، كالجذام و الاستسقاء، و القولنج.

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 185
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست