responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 178

فصل في تدبيره لأمر المسكن‌

لما علم (صلى اللّه عليه و سلم) أنه على ظهر سير، و أن الدنيا مرحلة مسافر ينزل فيها مدّة عمره، ثم ينتقل عنها إلى الآخرة، لم يكن من هديه و هدي أصحابه، و من تبعه الاعتناء بالمساكن و تشييدها، و تعليتها و زخرفتها و توسيعها، بل كانت من أحسن منازل المسافر تقي الحر و البرد، و تستر عن العيون، و تمنع من ولوج الدواب، و لا يخاف سقوطها لفرط ثقلها، و لا تعشش فيها الهوام لسعتها و لا تعتور عليها الأهوية و الرياح المؤذية لارتفاعها، و ليست تحت الأرض فتؤذي ساكنها، و لا في غاية الارتفاع عليها، بل وسط، و تلك أعدل المساكن و أنفعها، و أقلّها حرا و بردا، و لا تضيق عن ساكنها، فينحصر، و لا تفضل عنه بغير منفعة و لا فائدة، فتأوي الهوامّ في خلوها، و لم يكن فيها كنف تؤذي ساكنها برائحتها، بل رائحتها من أطيب الروائح لأنه كان يحب الطيب، و لا يزال عنده، و ريحه هو من أطيب الرائحة، و عرقه من أطيب الطيب، و لم يكن في الدار كنيف تظهر رائحته، و لا ريب أن هذه من أعدل المساكن و أنفعها و أوفقها للبدن، و حفظ صحته.

فصل في تدبيره لأمر النوم و اليقظة

من تدبر و يقظته (صلى اللّه عليه و سلم)، وجده أعدل نوم، و أنفعه للبدن و الأعضاء و القوى، فإنه كان ينام أوّل الليل، و يستيقظ في أول النصف الثاني، فيقوم و يستاك، و يتوضأ و يصلي ما كتب اللّه له، فيأخذ البدن و الأعضاء، و القوى حظّها من النوم و الراحة، و حظها من الرياضة مع وفور الأجر، و هذا غاية صلاح القلب و البدن، و الدنيا و الآخرة.

و لم يكن يأخذ من النوم فوق القدر المحتاج إليه، و لا يمنع نفسه من القدر

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست