responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 177

فصل في تدبيره لأمر الملبس‌

و كان من أتم الهدي، و أنفعه للبدن، و أخفّه عليه، و أيسره لبسا و خلعا، و كان أكثر لبسه الأردية و الأزر، و هي أخفّ على البدن من غيرها، و كان يلبس القميص، بل كان أحبّ الثياب إليه. و كان هديه في لبسه لما يلبسه أنفع شي‌ء للبدن، فإنه لم يكن يطيل أكمامه، و يوسعها، بل كانت كم قميصه إلى الرّسغ لا يجاوز اليد، فتشق على لابسها، و تمنعه خفة الحركة و البطش، و لا تقصر عن هذه، فتبرز للحر و البرد، و كان ذيل قميصه و إزاره إلى أنصاف الساقين لم يتجاوز الكعبين، فيؤدي الماشي و يؤوده، و يجعله كالمقيد، و لم يقصر عن عضلة ساقيه، فتنكشف فيؤذي بالحر و البرد، و لم تكن عمامته بالكبيرة التي يؤذي الرأس حملها، و يضعفه و يجعله عرضة للضعف و الآفات، كما يشاهد من حال أصحابها، و لا بالصغيرة التي تقصر عن وقاية الرأس من الحر و البرد، بل وسطا بين ذلك، و كان يدخلها تحت حنكه، و في ذلك فوائد عديدة: فإنها تقي العنق الحر و البرد، و هو أثبت لها، و لا سيما عند ركوب الخيل و الإبل، و الكرّ و الفرّ، و كثير من الناس اتخذ الكلاليب عوضا عن الحنك، و يا بعد ما بينهما في النفع و الزينة، و أنت إذا تأملت هذه اللبسة وجدتها من أنفع اللبسات و أبلغها في حفظ صحة البدن و قوته، و أبعدها من التكلف و المشقة على البدن.

و كان يلبس الخفاف في السفر دائما، أو أغلب أحواله لحاجة الرّجلين إلى ما يقيهما من الحر و البرد، و في الحضر أحيانا.

و كان أحبّ ألوان الثياب إليه البياض، و الحبرة، و هي البرود المحبّرة، و لم يكن من هديه لبس الأحمر، و لا الأسود، و لا المصبّغ، و لا المصقول. و أما الحلة الحمراء التي لبسها، فهي الرداء اليماني الذي فيه سواد و حمرة و بياض، كالحلّة الخضراء، فقد لبس هذه و هذه، و قد تقدم تقرير ذلك، و تغليط من زعم أنه لبس الأحمر القاني بما فيه كفاية.

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست