نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 176
الشرب، و هذا كما جاء في الحديث الصحيح: أن إبراهيم ابن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) مات في الثّدي [1] أي: في مدة الرضاع.
فصل
و كان (صلى اللّه عليه و سلم) يشرب اللبن خالصا تارة، و مشوبا بالماء أخرى. و في شرب اللبن الحلو في تلك البلاد الحارة خالصا و مشوبا نفع عظيم في حفظ الصحة، و ترطيب البدن، و ريّ الكبد، و لا سيما اللبن الذي ترعى دوابّه الشيح و القيصوم و الخزامى و ما أشبهها، فإن لبنها غذاء مع الأغذية، و شراب مع الأشربة، و دواء مع الأدوية و في «جامع الترمذي» عنه (صلى اللّه عليه و سلم): «إذا أكل أحدكم طعاما فليقل: اللّهمّ بارك لنا فيه، فأطعمنا خيرا منه و إذا سقي لبنا فليقل: اللهم بارك لنا فيه، و زدنا منه، فإنّه ليس شيء يجزئ، من الطعام و الشراب إلا اللبن». قال الترمذي: هذا حديث حسن [2].
فصل
و ثبت في «صحيح مسلم» أنه (صلى اللّه عليه و سلم) كان ينبذ له أوّل الليل، و يشربه إذا أصبح يومه ذلك، و الليلة التي تجيء، و الغد، و الليلة الأخرى، و الغد إلى العصر، فإن بقي منه شيء سقاه الخادم، أو أمر به فصبّ [3]. و هذا النبيذ: هو ما يطرح فيه تمر يحليه، و هو يدخل في الغذاء و الشراب، و له نفع عظيم في زيادة القوة، و حفظ الصحة، و لم يكن يشربه بعد ثلاث خوفا من تغيره إلى الإسكار.