نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 179
المحتاج إليه منه، و كان يفعله على أكمل الوجوه، فينام إذا دعته الحاجة إلى النوم على شقه الأيمن، ذاكرا اللّه حتى تغلبه عيناه، غير ممتلئ البدن من الطعام و الشراب، و لا مباشر بجنبه الأرض، و لا متخذ للفرش المرتفعة، بل له ضجاع من أدم حشوه ليف، و كان يضطجع على الوسادة، و يضع يده تحت خده أحيانا.
و نحن نذكر فصلا في النوم و النافع منه و الضار، فنقول:
النوم حالة للبدن يتبعها غور الحرارة الغريزية و القوى إلى باطن البدن لطلب الراحة، و هو نوعان: طبيعي و غير طبيعي. فالطبيعي: إمساك القوى النفسانية عن أفعالها، و هي قوى الحس و الحركة الإرادية، و متى أمسكت هذه القوى عن تحريك البدن استرخى، و اجتمعت الرطوبات و الأبخرة التي كانت تتحلل و تتفرق بالحركات و اليقظة في الدماغ الذي هو مبدأ هذه القوى، فيتخدّر و يسترخي، و ذلك النوم الطبيعي.
و أما النوم غير الطبيعي، فيكون لعرض أو مرض، و ذلك بأن تستولي الرطوبات على الدماغ استيلاء لا تقدر اليقظة على تفريقها، أو تصعد أبخرة رطبة كثيرة كما يكون عقيب الامتلاء من الطعام و الشراب، فتثقل الدماغ و ترخيه، فيتخدّر، و يقع إمساك القوى النفسانية عن أفعالها، فيكون النوم.
و للنوم فائدتان جليلتان، إحداهما: سكون الجوارح و راحتها مما يعرض لها من التعب، فيريح الحواس من نصب اليقظة، و يزيل الإعياء و الكلال.
و الثانية: هضم الغذاء، و نضج الأخلاط لأن الحرارة الغريزية في وقت النوم تغور إلى باطن البدن، فتعين على ذلك، و لهذا يبرد ظاهره و يحتاج النائم إلى فضل دثار.
و أنفع النوم: أن ينام على الشق الأيمن، ليستقر الطعام بهذه الهيئة في
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 179