نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 165
الانتصاب الطبيعي، و أردأ الجلسات للأكل الاتكاء على الجنب، لما تقدم من أن المريء، و أعضاء الازدراد تضيق عند هذه الهيئة، و المعدة لا تبقى على وضعها الطبيعي، لأنها تنعصر مما يلي البطن بالأرض، و مما يلي الظهر بالحجاب الفاصل بين آلات الغذاء، و آلات التنفس.
و إن كان المراد بالاتكاء الاعتماد على الوسائد و الوطاء الذي تحت الجالس، فيكون المعنى أني إذا أكلت لم أقعد متكئا على الأوطية و الوسائد، كفعل الجبابرة، و من يريد الإكثار من الطعام، لكني آكل بلغة كما يأكل العبد.
فصل
و كان يأكل بأصابعه الثّلاث، و هذا انفع ما يكون من الأكلات، فإن الأكل بإصبع أو إصبعين لا يستلذّ به الآكل، و لا يمر به، و لا يشبعه إلا بعد طول، و لا تفرح آلات الطعام و المعدة بما ينالها في كل أكلة، فتأخذها على إغماض، كما يأخذ الرجل حقّه حبة أو حبتين أو نحو ذلك، فلا يلتذّ بأخذه، و لا يسرّ به، و الأكل بالخمسة و الراحة ازدحام الطعام على آلاته، و على المعدة، و ربما انسدت الآلات فمات، و تغضب الآلات على دفعه، و المعدة على احتماله، و لا يجد له لذة و لا استمراء، فأنفع الأكل أكله (صلى اللّه عليه و سلم)، و أكل من اقتدى به بالأصابع الثلاث.
فصل
و من تدبر؟؟؟ أغذيته (صلى اللّه عليه و سلم)، و ما كان يأكله، وجده لم يجمع قط بين لبن و سمك، و لا بين لبن و حامض، و لا بين غذاءين حارّين، و لا باردين، و لا لزجين، و لا قابضين، و لا مسهلين، و لا غليظين، و لا مرخيين، و لا مستحيلين إلى خلط واحد، و لا بين مختلفين كقابض و مسهل، و سريع الهضم و بطيئه، و لا بين شوي و طبيخ، و لا بين طري و قديد، و لا بين لبن و بيض، و لا بين لحم و لبن، و لم يكن يأكل طعاما في وقت شدة حرارته، و لا طبيخا بائتا يسخّن له بالغد، و لا شيئا من
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 165