responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 164

الغذاء بعد التحلي منها، فإن القولنج كثيرا ما يحدث عند ذلك، فمن أكل منها ما ينبغي في الوقت الذي ينبغي على الوجه الذي ينبغي، كانت له دواء نافعا.

فصل في هديه (صلى اللّه عليه و سلم) في هيئة الجلوس للأكل‌

صح عنه أنه قال: «لا آكل متّكئا [1]»، و قال: «إنّما أجلس كما يجلس العبد، و آكل كما يأكل العبد» [2].

و روى ابن ماجه في «سننه» أنه نهى أن يأكل الرجل و هو منبطح على وجهه‌ [3].

و قد فسر الاتكاء بالتربّع، و فسر بالاتكاء على الشي‌ء، و هو الاعتماد عليه، و فسر بالاتكاء على الجنب. و الأنواع الثلاثة من الاتكاء، فنوع منها يضرّ بالآكل، و هو الاتكاء على الجنب، فإنه يمنع مجرى الطعام الطبيعي عن هيئته، و يعوقه عن سرعة نفوذه الى المعدة، و يضغط المعدة، فلا يستحكم فتحها للغذاء، و أيضا فإنها تميل و لا تبقى منتصبة، فلا يصل الغذاء إليها بسهولة.

و أما النوعان الآخران: فمن جلوس الجبابرة المنافي للعبودية، و لهذا قال: «آكل كما يأكل العبد» و كان يأكل و هو مقع‌ [4]، و يذكر عنه أنه كان يجلس للأكل متورّكا على ركبتيه، و يضع بطن قدمه اليسرى على ظهر قدمه اليمنى تواضعا لربه عز و جل، و أدبا بين يديه، و احتراما للطعام و للمؤاكل، فهذه الهيئة أنفع هيئات الأكل و أفضلها، لأن الأعضاء كلها تكون على وضعها الطبيعي الذي خلقها اللّه سبحانه عليه مع ما فيها من الهيئة الأدبية، و أجود ما اغتذى الإنسان إذا كانت أعضاؤه على وضعها الطبيعي، و لا يكون كذلك الا إذا كان الإنسان منتصبا


[1] أخرجه البخاري في الأطعمة، و الإمام أحمد، و أبو داود، و ابن ماجة.

[2] أخرجه أبو الشيخ من حديث عائشة.

[3] أخرجه ابن ماجة في الأطعمة، و أبو داود.

[4] أخرجه مسلم.

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 164
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست