responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 139

و معنى الحديث: أنه يأخذ من ريق نفسه على أصبعه السبابة، ثم يضعها على التراب، فيعلق بها منه شي‌ء، فيمسح به على الجرح، و يقول هذا الكلام لما فيه من بركة ذكر اسم اللّه، و تفويض الأمر إليه، و التوكل عليه، فينضمّ أحد العلاجين إلى الآخر، فيقوى التأثير.

و هل المراد بقوله: «تربة أرضنا» جميع الأرض أو أرض المدينة خاصة؟ فيه قولان، و لا ريب أن من التربة ما تكون فيه خاصية ينفع بخاصيته من أدواء كثرة، و يشفي بها أسقاما رديئة. قال جالينوس: رأيت بالاسكندرية مطحولين، و مستسقين، كثيرا يستعملون طين مصر، و يطلون به على سوقهم، و أفخاذهم، و سواعدهم، و ظهورهم، و أضلاعهم، فينتفعون به منفعة بينة. قال: و على هذا النحو فقد ينفع هذا الطلاء للأورام العفنة و المترهّلة الرخوة، قال: و إني لأعرف قوما ترهّلت أبدانهم كلّها من كثرة استفراغ الدم من أسفل، انتفعوا بهذا الطين نفعا بينا، و قوما آخرين شفوا به أوجاعا مزمنة كانت متمكنة في بعض الأعضاء تمكنا شديدا، فبرأت و ذهبت أصلا. و قال صاحب الكتاب المسيحي: قوة الطين المجلوب من كنوس- و هي جزيرة المصطكى- قوة تجلو و تغسل، و تنبت اللحم في القروح، و تختم القروح. انتهى.

و إذا كان هذا في هذه التربات، فما الظنّ بأطيب تربة على وجه الأرض و أبركها، و قد خالطت ريق رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، و قارنت رقيته باسم ربه، و تفويض الأمر إليه، و قد تقدم أن قوى الرّقية و تأثيرها بحسب الراقي، و انفعال المرقي عن رقيته، و هذا أمر لا ينكره طبيب فاضل عاقل مسلم، فإن انتفى أحد الأوصاف، فليقل ما شاء.

فصل في هديه (صلى اللّه عليه و سلم) في علاج الوجع بالرّقية

روى مسلم في «صحيحه» عن عثمان بن أبي العاص، أنه شكى إلى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) وجعا يجده في جسده منذ أسلم، فقال النبي (صلى اللّه عليه و سلم): «ضع يدك على الّذي تألّم من جسدك و قل: بسم اللّه ثلاثا، و قل سبع مرات: أعوذ بعزّة اللّه و قدرته من شرّ

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 139
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست