نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 138
اللّه! إن آل حزم كانوا يرون رقية الحية، فلما نهيت عن الرّقى تركوها، فقال:
«ادعو عمارة بن حزم»، فدعوه، فعرض عليه رقاه، فقال: «لا بأس بها» فأذن له فيها فرقاه [1].
فصل في هديه (صلى اللّه عليه و سلم) في رقية القرحة و الجرح
أخرجا في «الصحيحين» عن عائشة قالت: كان رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) إذا اشتكى الإنسان أو كانت به قرحة أو جرح، قال بإصبعه: هكذا و وضع سفيان سبّابته بالأرض، ثم رفعها، و قال: «بسم اللّه، تربة أرضنا بريقة بعضنا، يشفى سقيمنا بإذن ربّنا» [1].
هذا من العلاج الميسر النافع المركّب، و هي معالجة لطيفة يعالج بها القروح و الجراحات الطرية، لا سيما عند عدم غيرها من الأدوية إذ كانت موجودة بكل أرض، و قد علم أن طبيعة التراب الخالص باردة يابسة مجفّفة لرطوبات القروح و الجراحات التي تمنع الطبيعة من جودة فعلها، و سرعة اندمالها، لا سيما في البلاد الحارة، و أصحاب الأمزجة الحارة، فإن القروح و الجراحات يتبعها في أكثر الأمر سوء مزاج حار، فيجتمع حرارة البلد و المزاج و الجراح، و طبيعة التراب الخالص باردة يابسة أشدّ من برودة جميع الأدوية المفردة الباردة، فتقابل برودة التراب حرارة المرض، لا سيما إن كان التراب قد غسل و جفّف، و يتبعها أيضا كثرة الرطوبات الرديئة، و السيلان، و التّراب مجفف لها، مزيل لشدة يبسه و تجفيفه للرطوبة الرديئة المانعة من برئها، و يحصل به- مع ذلك- تعديل مزاج العضو العليل، و متى اعتدل مزاج العضو قويت قواه المدبرة، و دفعت عنه الألم بإذن اللّه.
[1] ذكره الحافظ في الإصابة، و رواه البخاري في «التاريخ الصغير» باسناد جيد، و أخرجه مسلم في صحيحه.
أخرجه البخاري في الطب، و مسلم في السلام، و أخرجه أبو داود و النسائي و ابن ماجه و أحمد. قال بإصبعه:
العرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال.
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 138