نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 134
و قال «لعن اللّه العقرب ما تدع نبيا و لا غيره»، قال ثم دعا بإناء فيه ماء و ملح، فجعل يضع موضع اللدغة في الماء و الملح، و يقرأ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، و المعوذتين حتى سكنت [1].
ففي هذا الحديث العلاج بالدواء المركب من الأمرين: الطبيعي و الإلهي، فإن في سورة الإخلاص من كمال التوحيد العلمي الاعتقادي، و إثبات الأحدية للّه، المستلزمة نفي كلّ شركة عنه، و إثبات الصمدية المستلزمة لإثبات كلّ كمال له مع كون الخلائق تصمد إليه في حوائجها، أي: تقصده الخليقة، و تتوجه إليه، علويّها و سفليّها، و نفي الوالد و الولد، و الكفء عنه المتضمن لنفي الأصل، و الفرع و النظير، و المماثل مما اختصّت به و صارت تعدل ثلث القرآن، ففي اسمه الصمد إثبات كل الكمال، و في نفي الكفء التنزيه عن الشبيه و المثال. و في الأحد نفي كلّ شريك الذي الجلال، و هذه الأصول الثلاثة هي مجامع التوحيد.
و في المعوذتين الاستعاذة من كل مكروه جملة و تفصيلا، فإن الاستعاذة من شر ما خلق تعمّ كلّ شر يستعاذ منه، سواء كان في الأجسام أو الأرواح و الاستعاذة من شر الغاسق و هو الليل، و آيته و هو القمر إذا غاب، تتضمن الاستعاذة من شر ما ينتشر فيه من الأرواح الخبيثة التي كان نور النهار يحول بينها و بين الانتشار، فلما أظلم الليل عليها و غاب القمر، انتشرت و عاثت.
و الاستعاذة من شر النفاثات في العقد تتضمن الاستعاذة من شر السواحر و سحرهن.
و الاستعاذة من شر الحاسد تتضمن الاستعاذة من النفوس الخبيثة المؤذية بحسدها و نظرها.
و السورة الثانية: تتضمن الاستعاذة من شر شياطين الإنس و الجن، فقد جمعت السورتان الاستعاذة من كل شر، و لهما شأن عظيم في الاحتراس و التحصن
[1] أخرجه الترمذي، و أخرجه الطبراني في الكبير و الأوسط، و البيهقي في الشعب و أبو نعيم في الطب.
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 134