نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 133
تأثيرا، و أقوى فعلا و نفوذا، و يحصل بالازدواج بينهما كيفية مؤثرة شبيهة بالكيفية الحادثة عند تركيب الأدوية.
و بالجملة: فنفس الراقي تقابل تلك النفوس الخبيثة، و تزيد بكيفية نفسه، و تستعين بالرقية و بالنفث على إزالة ذلك الأثر، و كلما كانت كيفية نفس الراقي أقوى، كانت الرقية أتم، و استعانته بنفثه كاستعانة تلك النفوس الرديئة بلسعها.
و في النفث سر آخر، فإنه مما تستعين به الأرواح الطيبة و الخبيثة، و لهذا تفعله السحرة كما يفعله أهل الإيمان قال تعالى وَ مِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ، و ذلك لأن النفس تتكيّف بكيفية الغضب و المحاربة، و ترسل أنفاسها سهاما لها، و تمدّها بالنفث و التفل الذي معه شيء من الرّيق مصاحب لكيفية مؤثرة، و السواحر تستعين بالنفث استعانة بينة، و إن لم تتصل بجسم المسحور، بل تنفث على العقدة و تعقدها، و تتكلم بالسحر، فيعمل ذلك في المسحور بتوسط الأرواح السفلية الخبيثة، فتقابلها الروح الزكية الطيبة بكيفية الدفع و التكلم بالرقية، و تستعين بالنفث، فأيهما قوي كان الحكم له، و مقابلة الأرواح بعضها لبعض، و محاربتها و آلتها من جنس مقابلة الأجسام، و محاربتها و آلتها سواء، بل الأصل في المحاربة و التقابل للأرواح و الأجسام آلتها و جندها و لكن من غلب عليه الحسّ لا يشعر بتأثيرات الأرواح و أفعالها و انفعالاتها لاستيلاء سلطان الحسّ عليه، و بعده من عالم الأرواح، و أحكامها، و أفعالها.
و المقصود: أن الروح إذا كانت قوية و تكيّفت بمعاني الفاتحة، و استعانت بالنفث و التفل، قابلت ذلك الأثر الذي حصل من النفوس الخبيثة، فأزالته و اللّه أعلم.
فصل في هديه (صلى اللّه عليه و سلم) في علاج لدغة العقرب بالرّقية
روى ابن أبي شيبة في «مسنده، من حديث عبد اللّه بن مسعود، قال: بينا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يصلي، إذ سجد فلدغته عقرب في أصبعه، فانصرف رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 133