نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 130
فإن قيل فما تقولون في الحديث الذي رواه أبو داود «لا رقية إلّا من عين، أو حمة، و الحمة: ذوات السموم كلها.
فالجواب أنه (صلى اللّه عليه و سلم) لم يرد به نفي جواز الرّقية في غيرها، بل المراد به لا رقية أولى و أنفع منها في العين و الحمة، و يدل عليه سياق الحديث، فإن سهل بن حنيف قال له لما أصابته العين أ و في الرّقى خير؟ فقال «لا رقية إلا في نفس أو حمة و يدل عليه سائر أحاديث الرقى العامة و الخاصة، و قد روى أبو داود من حديث أنس قال قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) لا رقية إلّا من عين أو حمة أو دم يفرقأ [1].
و في «صحيح مسلم» عنه أيضا: رخّص رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) في الرّقية من العين و الحمة و النملة.
فصل في هديه (صلى اللّه عليه و سلم) في رقية اللّديغ بالفاتحة
أخرجا في «الصحيحين» من حديث أبي سعيد الخدري، قال: انطلق نفر من أصحاب النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) في سفرة سافروها حتى نزلوا على حيّ من أحياء العرب، فاستضافوهم، فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيّد ذلك الحي، فسعوا له بكلّ شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعلهم أن يكون عند بعضهم شيء، فأتوهم، فقالوا يا أيها الرهط إن سيّدنا لدغ، و سعينا له بكلّ شيء لا ينفعه، فهل عند أحد منكم من شيء؟ فقال بعضهم: نعم و اللّه إني لأرقي، و لكن استضفناكم، فلم تضيّفونا، فما أنا براق حتى تجعلوا لنا جعلا، فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه، و يقرأ الحمد للّه ربّ العالمين، فكأنما أنشط من عقال، فانطلق يمشي و ما به قلبة، قال فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، فقال بعضهم: اقتسموا، فقال الذي رقى لا تفعلوا حتى نأتي رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم)، فنذكر له
[1] أخرجه أبو داود و الترمذي بلفظ «و لا رقية إلا من عين أو حمة» و إسناده صحيح.
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 130