نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 129
فصل
و من الرّقى التي تردّ العين ما ذكر عن أبي عبد اللّه السّاجي، أنه كان في بعض أسفاره للحج أو الغزو على ناقة فارهة، و كان في الرفقة رجل عائن قلّما نظر إلى شيء إلا أتلفه، فقيل لأبي عبد اللّه: احفظ ناقتك من العائن، فقال ليس له إلى ناقتي سبيل، فأخبر العائن بقوله، فتحيّن غيبة أبي عبد اللّه، فجاء إلى رحله، فنظر إلى الناقة، فاضطربت و سقطت، فجاء أبو عبد اللّه، فأخبر أن العائن قد عانها، و هي كما ترى، فقال دلّوني عليه، فدل، فوقف عليه، و قال بسم اللّه، حبس طبس، و حجر ياس، و شهاب قابس، رددت عين العائن عليه، و على أحبّ الناس إليه، فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ، ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَ هُوَ حَسِيرٌ[1] فخرجت حدقتا العائن، و قامت الناقة لا بأس بها.
في هديه (صلى اللّه عليه و سلم) في العلاج لكل شكوى بالرقية الألية
روى أبو داود في «سننه» من حديث أبي الدرداء، قال سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) يقول «من اشتكى منكم شيئا، أو اشتكاه أخ له فليقل: ربّنا اللّه الّذي في السّماء، تقدّس اسمك، أمرك في السّماء و الأرض كما رحمتك في السّماء، فاجعل رحمتك في الأرض و اغفر لنا حوبنا و خطايانا أنت ربّ الطّيّبين، أنزل رحمة من رحمتك، و شفاء من شفائيك على هذا الوجع، فيبرأ بإذن اللّه» [2]
و في «صحيح مسلم» عن أبي سعيد الخدري، أن جبريل- (عليه السّلام)- أتى النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) فقال يا محمد! اشتكيت؟ فقال: «نعم»، فقال جبريل- (عليه السّلام)-:
«باسم اللّه أرقيك من كلّ شيء يؤذيك من شرّ كلّ نفس أو عين حاسد اللّه يشفيك باسم اللّه أرقيك» [3].