نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 126
و من جرّب هذه الدعوات و العوذ، عرف مقدار منفعتها، و شدّة الحاجة إليها، و هي تمنع وصول أثر العائن، و تدفعه بعد وصوله بحسب قوة إيمان قائلها، و قوة نفسه، و استعداده، و قوة توكله و ثبات قلبه، فإنها سلاح و السلاح بضاربه
فصل
و إذا كان العائن يخشى ضرر عينه و إصابتها للمعين، فليدفع شرّها بقوله: اللهم بارك عليه، كما قال النبي (صلى اللّه عليه و سلم) لعامر بن ربيعة لما عان سهل بن حنيف:
«ألا برّكت» أي: قلت: اللهمّ بارك عليه.
و مما يدفع به إصابة العين قول: ما شاء اللّه لا قوة إلا باللّه، روى هشام بن عروة، عن أبيه، أنه كان إذا رأى شيئا يعجبه، أو دخل حائطا من حيطانه، قال: ما شاء اللّه، لا قوّة إلا باللّه.
و منها رقية جبريل (عليه السّلام) للنبيّ (صلى اللّه عليه و سلم) التي رواها مسلم في «صحيحه» «باسم اللّه أرقيك، من كل شيء يؤذيك، من شرّ كلّ نفس أو عين حاسد اللّه يشفيك باسم اللّه أرقيك» [1].
و رأى جماعة من السلف أن تكتب له الآيات من القرآن، ثم يشربها. قال مجاهد لا بأس أن يكتب القرآن، و يغسله، و يسقيه المريض، و مثله عن أبي قلابة.
و يذكر عن ابن عباس أنه أمر أن يكتب لامرأة تعسّر عليها ولادها أثر من القرآن ثم يغسل و تسقى. و قال أيوب رأيت أبا قلابة كتب كتابا من القرآن ثم غسله بماء، و سقاه رجلا كان به وجع.