responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 15

في دراسة مكثفة لم يصرفه عنها أيّ اهتمام آخر، و هو الذي عرف بإرادته الصّلبة و شدّة انضباطه في متابعة تحصيله العلمي. و قد ساعده ذلك على اختصار مسافة طويلة بهذا القدر من السّنين، فضلا عن الذخيرة التي جاء بها، ممهدة أمامه الكثير من الصّعاب. على أن الرحلة في طلب العلم لم تنته في العراق، عندما وجد نفسه يغادره تلبية لطلب من «شيعة الشام» . فهذه ليست لها نهاية عند السيد الذي دأب عليها حيث حلّ و حيث كان له ترحال، فقد كان همّه الاطلاع على المكتبات و التزوّد من ذخائرها، و كل ما يساعده على توفير المادة لأبحاثه و دراساته الغزيرة.

5-في السّياسة و الإصلاح التّربوي و الاجتماعي‌

كان وصول السّيد الأمين إلى دمشق في أواخر شعبان من سنة 1319 للهجرة، و كان ذلك متزامنا مع أحداث مهمّة في الشام و المنطقة. فقد زال حكم الأتراك عن الأخيرة مع انتهاء الحرب العالمية الأولى، و كانت قد عقدت اتفاقيات على هامشها بين فرنسا و انكلترا لتقاسم النفوذ في المنطقة، ستؤدّي إلى وضعها تحت انتداب الدولتين المنتصرتين في الحرب. و لم يكن السّيّد في وعيه السياسي خارج هذه التطورات، و لكنه أصبح في دائرتها بعد مجيئه إلى دمشق التي صخبت حينذاك بالحركة القومية مجسّدة بحكومة الملك فيصل بن الحسين. و كان لهذه المرحلة تأثيرها في بلاد الشام كافة، بما فيها جبل عامل الذي امتدّت إليه رياح الثورة، فقاوم الفرنسيين و تعاطف علنا مع الحكومة العربية. و ليس ثمة شك في أن السّيد الذي عاش توهّج المشروع العربي الوحدوي، ثم انكفاءه بعد نفي الملك فيصل و تكريس الانتداب الفرنسي على سوريا و لبنان (سان ريمو 1920) ، لم يعد رجل دين يهتمّ فقط بأمور الشيعة في دمشق، و لكنه بات مرجعا و طنيا في الحركة المناهضة للانتداب، على المستوى العربي، و من ثمّ قطبا في تيّار التجديد و النهضة على المستوى الإسلامي.

لقد فهم السّيّد وظيفة رجل الدين بهذا المعنى التجديدي الإصلاحي. فهو صاحب دور شمولي على صعيد الأمّة و المجتمع، و ليس العارف فقط بمسائل الفقه و الموجّه لفئة من الناس «تقلّده» أو تحيط به. فمن المعاناة في جبل عامل، إلى‌

نام کتاب : الشيعة في مسارهم التاريخي نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 15
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست