نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 88
الشيعة و سائر المذاهب الإسلامية، و لكن أثر التفريط في حفظه و الذي حصل من قبل الولاة و الحكام في صدر الإسلام و أثر الإفراط الذي حدث من الصحابة و التابعين في نشر الأحاديث، كانت عاقبة الحديث مؤسفة مؤلمة.
فمن جهة منع خلفاء ذلك الزمان من كتابة الحديث و تدوينه، فكانوا يحرقون الأوراق التي دونت عليها الأحاديث، ما وسعهم ذلك، و أحيانا كانوا يمنعون من نقل الأحاديث، فأدى هذا إلى أن الكثير من الأحاديث أصابها التغيير و التحريف و النسيان و نقلت الأحاديث بمضامينها.
و من جهة أخرى، قام صحابة النبي الأكرم صلى اللّه عليه و آله و سلم الذين حضروا مجلسه، و استمعوا إلى حديثه، و كانوا مورد احترام هؤلاء الخلفاء و عامة المسلمين، بنشر الأحاديث حتى آل الأمر إلى أن يصبح الحديث ذا أهمية أكثر من القرآن، و أحيانا كان الحديث ينسخ الآية [1] .
و كان يتفق أن نقلة الأحاديث، كانوا يتحمّلون مصاعب الطريق و السفر لاستماع حديث واحد.
و قد تزيّا البعض من غير المسلمين بزيّ الإسلام، و تلبّس به، و بدءوا بوضع الأحاديث و تغييرها، فأسقطوا الحديث من الاعتبار، و من الوثوق به [2] .
[1] موضوع نسخ القرآن بالحديث أحد مواضيع علم الأصول، و يؤيده جمع من علماء أهل السنة، و يتضح من قضية (فدك) أن الخليفة الأول يؤيد ذلك أيضا.
[2] ما يؤيد هذا القول مصنفات كثيرة وضعها العلماء في الأحاديث الموضوعة، و كذا في كتب الرجال اشتهر جماعة من الرواة بأنهم كذابون وضاعون.
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 88