نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 45
معللين ذلك، بأنهم من صحابة الرسول صلى اللّه عليه و آله و سلم و وفقا للأحاديث المروية عنه صلى اللّه عليه و آله و سلم، أن الصحابة مجتهدون و معذورون، و أن الله جلّ و علا راض عنهم، لكن الشيعة ترفض هذا بأدلة:
أولا: يستحيل على قائد كالنبي صلى اللّه عليه و آله و سلم الذي نهض لإحياء الحقّ و الحرية و العدالة الاجتماعية، و اتّبعه جمع من الناس، فضحّوا بما لديهم في سبيل تحقيق هذه الأهداف، و عند تحققها، يترك لهم العنان، و تمنح لهم الحرية المطلقة، أمام الأحكام المقدسة، كي يقوموا بما شاءوا، و هذا يعني أن ينهار البناء الشامخ الذي ساهمت في إقامته و تشييده تلك الأيادي الطاهرة.
ثانيا: إن الروايات التي تقدس الصحابة و تنزههم، و تبرر أعمالهم غير المشروعة، و تعتبرهم من الذين قد كفّر الله عنهم سيئاتهم، و أنهم مصونون و ما إلى ذلك، هذه الروايات قد وضعت من قبل هؤلاء الصحابة أنفسهم، و التاريخ يشهد أن بعض الصحابة، لم يكن أحدهم ليحترم الآخر، و لم يكن الواحد منهم يغض النظر عن أعمال الآخرين القبيحة، و إنما كان يشهّر به و يعرّفه للملإ. فقد قام بعضهم بالقتل الجماعي و اللعن و السب و فضح الآخرين، و لم تكن هناك أية مسامحة أو صفح فيما بينهم.
و وفقا لما ذكرنا فإن الصحابة يشهدون أن هذه الروايات غير صحيحة، و إذا ما علم صحت البعض منها، فإن المراد منها معنى آخر، غير التنزيه و التقديس الشرعي للصحابة.
و لو قدر أن الله سبحانه و تعالى قد مدحهم و رفع شأنهم في
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 45