نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 41
العالم حتى ذلك الوقت، فاهتم بهذا الشأن اهتماما بالغا، حتى في أحرج ساعات الحرب [1] .
ج- هذّب و ربّي العديد من رجال الدين و علماء الإسلام [2] و كان من بينهم جمع من الزهاد و أهل المعرفة مثل: «أويس القرني» و «كميل بن زياد» و «ميثم التمّار» و «رشيد الهجري» و يعتبر بعض هؤلاء من المنابع الأصيلة للعرفان من بين العرفاء الإسلاميين، و يعتبر البعض الآخر منهم من المصادر الرئيسية و الأولية لعلم الفقه و الكلام و التفسير و قراءة القرآن و غيرها.
انتقال الخلافة إلى معاوية و تحولها إلى ملكية موروثة
بعد استشهاد أمير المؤمنين علي عليه السلام، تصدّى لمنصب الإمامة الحسن بن علي عليه السّلام و ذلك وفقا لوصية الإمام علي عليه السّلام و مبايعة الناس له، و يعتبر الإمام الثاني للشيعة الاثني عشرية،
[1] يروى أن أعرابيا قام يوم الجمل إلى أمير المؤمنين عليه السّلام فقال: يا أمير المؤمنين!أ تقول أن الله واحد، فحمل الناس عليه و قالوا يا أعرابي أ ما ترى ما في أمير المؤمنين من تقسّم القلب، فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: دعوه فإن الذي يريده الأعرابي هو الذي نريده من القوم، ثم قال يا أعرابي إن القول في أن الله واحد على أربعة أقسام، فوجهان منها لا يجوزان على الله عزّ و جل، و وجهان يثبتان فيه، فأما اللذان لا يجوزان عليه، فقول القائل واحد يقصد به باب الأعداد، فهذا لا يجوز لأن ما لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد، أ ما ترى أنه كفر من قال إنه ثالث ثلاثة، و قول القائل هو واحد من الناس يريد به النوع و الجنس فهذا ما لا يجوز، لأنه تشبيه و جلّ ربنا و تعالى عن ذلك، و أما الوجهان اللذان يثبتان فيه، فقول القائل هو واحد ليس له في الأشياء شبه كذلك ربنا، و قول القائل إنه عزّ و جل أحديّ المعنى يعني به أنه لا ينقسم في وجود و لا عقل و لا وهم كذلك ربنا عزّ و جلّ.