responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 42

و لكن معاوية لم يستقر و يهدأ لهذا الأمر، فجهّز جيشه و اتّجه به إلى العراق مقرّ الخلافة، معلنا الحرب على الحسن بن علي عليه السّلام.

أفسد معاوية رأي أصحاب الحسن عليه السّلام بمختلف الطرق و الدسائس، و منح الأموال الطائلة لهم و أجبر الإمام الحسن عليه السّلام على الصلح معه، و صيّر الخلافة إليه، بشرط أن تكون للإمام الحسن عليه السّلام بعد وفاته، و ألاّ يتعرض إلى شيعته‌ [1] .

استولى معاوية على الخلافة (سنة 40 للهجرة) ، فاتجه إلى العراق، فخطب فيهم قائلا: «يا أهل الكوفة. أ ترونني قاتلتكم على الصلاة و الزكاة و الحج!. و قد علمت أنكم تصلون و تزكّون و تحجّون، و لكني قاتلتكم لأتأمّر عليكم و قد أتاني الله ذلك، و أنتم كارهون» [2] .

و قال أيضا: «ألا أنّ كلّ دم أصيب في هذه مطلول، و كل شرط شرطته فتحت قدميّ هاتين» [3] .

و معاوية بكلماته هذه يشير إلى أنه يريد أن يفصل السياسة عن الدين، فهو لا يريد إلزام أحد بأحكام الدين، و إنما كان اهتمامه بالحكومة فحسب، و استحكام مقوماتها، و بديهي أن مثل هذه الحكومة ملكية و ليست خلافة و استخلافا لمنصب الرسول الكريم صلى اللّه عليه و آله و سلم. و قد حضر البعض مجلسه، فسلموا عليه بسلام


[1] تاريخ اليعقوبي ج 2: 190 و سائر كتب التاريخ.

[2] ابن أبي الحديد ج 4: 160/الطبري ج 4: 124/ابن الأثير. ج 3: 203.

[3] المصادر السابقة.

نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست