نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 187
«الخندق» . إذ انهزم الجيش أمام الأعداء، و لكن الإمام كان يتصدى لحملات العدوّ، و لم يسلم كل من نازل الإمام من أبطال العرب و محاربيهم، و كان على العاجز عطوفا، فيترك قتله، و لم يعقّب على الفارّ من ساحة الحرب، و لم يغافل العدوّ ساعة الهجوم عليه، و لم يقطع الماء على الأعداء.
و مما اتفقت عليه كتب التأريخ أنه عليه السلام، في معركة خيبر، تناول حلقة الباب، و اقتلع الباب و هزه هزة ثم رمى به جانبا [1] .
و مما ينقل أيضا، إنه في يوم فتح مكة، عند ما أمر الرسول العظيم تحطيم الأصنام، كان هناك صنم يدعى (هبل) و هو أكبر الأصنام وزنا، و أشدّها ضخامة، و كان قد وضع فوق الكعبة، صعد عليّ على أكتاف النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم بأمر منه، و رمى بـ «هبل» إلى الأرض [2] .
لم يكن له شبيه في تقواه و عبادته، و كان الرسول صلى اللّه عليه و آله و سلم يردّ على الذين يحاولون النيل منه بقوله صلى اللّه عليه و آله و سلم: «لا تسبّوا عليا فإنّه ممسوس في ذات الله» [3] .
و ذات يوم، رأى الصحابي الجليل أبو الدرداء عليا عليه السّلام في إحدى ضيعات المدينة فظنّ أنه ميّت لما رأى من عدم الحركة و سكون الجسم، فرجع مسرعا إلى دار فاطمة، أنبأها بالحدث، و عزّاها بوفاة زوجها، فأجابته فاطمة عليه السّلام أنه لم يمت، بل أنه