نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 186
يوم التاسع عشر من رمضان المبارك لسنة 40 للهجرة، و استشهد في اليوم الواحد و العشرين من الشهر نفسه [1] .
و التاريخ يشهد أن عليا أمير المؤمنين عليه السّلام لم تكن تنقصه صفة من الكمالات الإنسانية، و يؤيد هذا الادعاء كل عدو و صديق. فكان مثلا رائعا في الفضائل و المثل الإسلامية، و نموذجا حيا كامل لتربية الرسول صلى اللّه عليه و آله و سلم.
و لا نعدو الحقيقة إذا قلنا إن الكتب التي تناولت هذه الشخصية الفذّة سواء لدى الشيعة أو السنة و غيرهم من المحققين، لم تتناول أية شخصية أخرى بهذا القدر في الحياة البشرية.
كان علي-عليه السلام-أعلم الصحابة، بل أعلم المسلمين، و هو أول من فتح باب الاستدلال الحرّ في المسائل العلمية، و استعان بالبحوث الفلسفيّة في المعارف الإلهية، و تكلم عن باطن القرآن، و وضع قواعد اللغة العربية حفاظا على ألفاظ القرآن الحكيم، و كان أفصح العرب بيانا، و أبلغهم خطابا (كما أشرنا في الفصل الأول من الكتاب) و كان يضرب به المثل في شجاعته، و لم يدع للقلق أو الخوف طريقا إلى قلبه، في تلك الغزوات و الحروب التي مارسها و اشترك فيها.
و التاريخ الإسلامي لا يزال يحمل في طياته خبر الصحابة و المقاتلين في الغزوات، و قد انتابهم الفزع و الخوف، و قد تكررت هذه الحالة في أكثر من واقعة، كحرب «حنين» و «خيبر» و
[1] مناقب آل أبي طالب ج 3: 312/الفصول المهمة ص 113. تذكرة الخواص ص 172- 183.
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 186