نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 175
الإدراك بين أبناء البشر، يثبت أيضا، لزوم و ضرورة وجود أفراد حفظة على هذا البرنامج، و إيصاله إلى الناس إذا اقتضت الضرورة ذلك.
و كذا يستلزم وجود أشخاص قد أدركوا الواجبات الإنسانية، و ذلك عن طريق الوحي، و هم بدورهم ينهضون لتعليم المجتمع، كما يجب أن تبقى هذه الواجبات السماوية، ما دام الإنسان حيا، و تعرض عليه عند الضرورة.
فالذي يتحمل عبء هذه المسئولية، يعتبر حاميا للدين الإلهي، و يعيّن من قبل الله تعالى، و هو من يسمّى بـ «الإمام» كما يدعى حامل الوحي الإلهي و الشرائع السماويّة بـ «النبي» و هو من قبل الله تعالى أيضا.
يتفق أن تكون النبوة و الإمامة في شخص واحد، و قد لا يتحقق ذلك، فكما أن الدليل المتقدم يثبت عصمة الأنبياء، فإنه يثبت عصمة الأئمة أيضا.
إذ تقتضي رحمة الله و عطفه أن يضع الدين الحقيقي و غير المحرّف في متناول أيدي البشر دوما. و لا يتحقق هذا الأمر دون أن تكون هناك عصمة.
الفرق بين النّبي و الإمام
إن تسلم الأحكام و الشرائع السماوية، و التي تتم بواسطة الأنبياء، إنما يثبت لنا موضوع «الوحي» و هذا ما مرّ علينا في الفصل المتقدم. و ليس فيه ما يؤيد استمراره و بقاءه على خلاف
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 175