نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 174
و المراد من هذا القول، هو أن إقامة الحقّ و إحيائه واجب مهما بلغ الثمن، و بديهي أن موضوع الخلافة حقّ أيضا إلا أنه أغلى من العقال و أثمن.
الإمامة في العلوم التشريعية
أشرنا في الفصول المتقدمة، في معرفة النبي «الرّسول» و قلنا، وفقا للقانون الثابت و الضروري للهداية العامة، إن أيّ نوع من أنواع الكائنات يسير نحو الكمال و السعادة المناسبة له و ذلك عن طريق الفطرة و التكوين.
و الإنسان أيضا أحد أنواع هذه الكائنات لا يستثنى من القانون العام. و يجب أن يرشد إلى طريق خاص في حياته، تضمن له سعادته في الدنيا و الآخرة، و ذلك عن طريق الغريزة المتّصفة بالنظرة الواقعية للحياة، و التأمل في حياته الاجتماعية، و بعبارة أخرى، يجب أن يدرك مجموعة من المعتقدات و الوظائف العملية، كي يجعلها أساسا له في حياته ليصل بها إلى السعادة و الكمال المنشود، و قلنا أن المنهاج للحياة و هو ما يسمى بالدين لا يتأتّى عن طريق العقل، بل هو طريق آخر و يدعى الوحي و النبوّة، و التي تظهر في بعض من أولياء الله الصالحين و هم الأنبياء، و رسل السماء.
فالأنبياء قد أنيطت بهم مسئولية هداية النّاس عن طريق الوحي من الله تعالى فإذا ما التزموا بتلك الأوامر و النواهي، ضمنوا السعادة لهم.
يتّضح إن هذا الدليل، فضلا عن أنه يثبت لزوم مثل هذا
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 174