نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 130
نوعه الذين يتصفون بالغرائز ذاتها، بما فيها حبّ الذّات و الحرية.
فتفرض عليه طبيعة المجتمع أن يضحّي بقسط من حريته في هذا السبيل مقابل المنافع التي يحصل عليها من الآخرين، فهو يقدم خدمة، و ينتفع بما يقدمه الآخرون من خدمات، أي أنه يتقبل، رغما عنه، الحياة الاجتماعية التي تتصف بالتعاون.
و هذه الحقيقة تظهر جليّة لدى الأطفال و الفتيان، إذ هم في البداية، يحققون ما تصبو إليه نفوسهم بالرفض تارة و البكاء تارة أخرى. فيرفضون كل قانون أو عادة أو ما شاكل ذلك، و لكن مع مرور الوقت، و حسب تطورهم الفكري يدركون أن الحياة لا تتلاءم مع الرفض و الطغيان، فيمارسون ما يمارسه الفرد في المجتمع بشكل تدريجي، حتى يصلوا إلى ما يصل إليه الفرد في مجتمعه، من اتّباع العادات و السنن و القانون، فهم بعد نضوجهم يألفون المجتمع.
و الإنسان بعد تقبله الحياة الاجتماعية التي قوامها التعاون، يرى ضرورة القانون الحاكم على الحياة، و هو الذي يعيّن واجبات كل فرد من أفراد المجتمع، و يضع الجزاء لكل من يخالف القانون، فإذا عمّ القانون و ساد المجتمع، عندئذ ينال كل فرد من أفراد المجتمع السعادة المطلوبة، التي طالما تمناها.
هذا القانون هو القانون العملي الذي ما برح البشر منذ نشأتهم و إلى يومنا هذا يرجونه و يرغبون في الوصول إليه، و طالما كانوا يستلهمون منه أهدافهم و أغراضهم، و يسعون لتحقيقها،
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 130