لو تأملنا جيدا، لرأينا أن القانون الذي ما برح البشر ينتظرونه، و يطلبونه مع ما لديهم من إدراك فطري إلهي، و إدراك للزوم إجرائه كي يضمن لهم سعادتهم، هو القانون الذي يستطيع أن يسيّر البشرية إلى السعادة دون انحياز أو تبعيض و أن ينشر بينها الكمال، و يرسي قواعده. و من البديهي بأن البشرية لم تدرك حتى الآن طوال أجيال متعاقبة مضت من حياة البشرية، مثل هذا
[1] ترغب البشرية عادة و حتى الشعوب البدائية، حسب طبعها في أن يعيش الجميع في جو ملؤه الصلح و الراحة و الاطمئنان. و من الوجهة الفلسفية، فإن الطلب و الميل و الرغبة ما هي إلا أوصاف و ارتباطات قائمة على طرفين، كالطالب و المطلوب، و المحبّ و المحبوب و.... و واضح أن لم يكن هناك محبوب، فالكلام عن المحبّ عبث.
و صفوة القول إن الأمور هذه ترجع إلى إدراك نقص في الوجود الإنسانى، فإذا تعذر الكمال، لم يكن هناك معنى للنقص.