responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 131

و من الطبيعي أنه إذا كان الأمر يستحيل تحققه على البشرية، و لم يكن مفروضا عليها، لما كانت تهدف إليه دوما [1] .

و الله جل شأنه يشير إلى حقيقة المجتمع البشري بقوله:

نَحْنُ قَسَمْنََا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي اَلْحَيََاةِ اَلدُّنْيََا وَ رَفَعْنََا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجََاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا [2] .

و قد أشار الذكر الحكيم إلى حبّ النفس و الأنانيّة بقوله تعالى:

إِنَّ اَلْإِنْسََانَ خُلِقَ هَلُوعاً*`إِذََا مَسَّهُ اَلشَّرُّ جَزُوعاً*`وَ إِذََا مَسَّهُ اَلْخَيْرُ مَنُوعاً [3] .

العقل و القانون‌

لو تأملنا جيدا، لرأينا أن القانون الذي ما برح البشر ينتظرونه، و يطلبونه مع ما لديهم من إدراك فطري إلهي، و إدراك للزوم إجرائه كي يضمن لهم سعادتهم، هو القانون الذي يستطيع أن يسيّر البشرية إلى السعادة دون انحياز أو تبعيض و أن ينشر بينها الكمال، و يرسي قواعده. و من البديهي بأن البشرية لم تدرك حتى الآن طوال أجيال متعاقبة مضت من حياة البشرية، مثل هذا


[1] ترغب البشرية عادة و حتى الشعوب البدائية، حسب طبعها في أن يعيش الجميع في جو ملؤه الصلح و الراحة و الاطمئنان. و من الوجهة الفلسفية، فإن الطلب و الميل و الرغبة ما هي إلا أوصاف و ارتباطات قائمة على طرفين، كالطالب و المطلوب، و المحبّ و المحبوب و.... و واضح أن لم يكن هناك محبوب، فالكلام عن المحبّ عبث.

و صفوة القول إن الأمور هذه ترجع إلى إدراك نقص في الوجود الإنسانى، فإذا تعذر الكمال، لم يكن هناك معنى للنقص.

[2] سورة الزخرف الآية 32.

[3] سورة المعارج الآية 19-21.

نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي    جلد : 1  صفحه : 131
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست