نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 117
الذات و الصفات
لو نظرنا إلى الإنسان مثلا من زاوية العقل، سنرى له ذاتا، و هذه الذّات هي عين إنسانيته الخاصة به، و يمتاز بصفات أيضا، و هذه الصفات التي تعرّف كنه ذاته، فمثلا أنه ابن لفلان، عالم قادر، طويل، جميل، أو صفات أخرى مغايرة.
فبعض هذه الصفات، كالأولى، لا تنفصل عن الذّات، و بعضها الآخر، كالعلم مثلا، يمكن أن تنفصل عن الذّات أو تتغير، و على أية حال، فإن كلا من هذه الصفات، ليست بالذّات، كما أن كلّ واحدة منها غير الأخرى.
و هذا الموضوع (الذّات مغايرة للصّفات، و الصّفات تختلف فيما بينها) خير دليل على أن الذّات التي تتصف بصفة، و الصفة التي تعيّن و تعرّف الذّات، كلاهما محدودتان و متناهيتان، لأن الذّات إذا كانت غير محدودة و غير متناهية، لكانت تشمل الصفات و كذا الصفات كانت كل واحدة منها تشتمل على الأخرى، فتصبح في النتيجة كلها شيئا واحدا، فمثلا لو كانت الذّات الإنسانية هذه
ق-لأنه تشبيه و جلّ ربنا تعالى عن ذلك. و أما الوجهان اللذان يثبتان فيه فقول القائل هو واحد ليس له في الأشياء شبه، كذلك ربنا، و قول القائل إنه عزّ و جلّ أحديّ المعنى يعني به أنه لا ينقسم في وجود و لا عقل و لا و هم كذلك ربنا عزّ و جلّ. بحار الأنوار ج 2: 65.
و يقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: معرفته (الله) عين ذاته، أي أن إثبات وجود الله تعالى، و هو وجود غير متناه و غير محدود، كاف في إثبات وحدانية، لأن الثاني لا يتصور لغير المتناهي.
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 117