نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 105
و السقوط و الانحطاط تارة أخرى، و لا تزال تمارس حياتها حتى اليوم [1] .
و الظاهر أن أكثر مشايخ العرفان الذين جاء ذكرهم في كتب العرفان، كانوا على مذهب أهل التسنن، و الطريقة التي نشاهدها اليوم (و التي تشتمل على مجموعة من عادات و تقاليد، لم نجد في الكتاب و السنة أساسا لها) تذكّرنا بتلك الأيام، و إن كان البعض من تلك العادات و التقاليد انتقلت إلى الشيعة.
و كما يقال، إن هؤلاء كانوا يعتقدون أن الإسلام يعوزه منهج للسير و السلوك، و المسلمون استطاعوا أن يصلوا إلى طريقة معرفة النفس، و هي مقبولة لدى الباري عزّ و جلّ، مثل ما في الرهبانية عند المسيحيين، إذ لم يوجد أساس له في الدعوة المسيحية، فأوجدها النصارى و حبّذها جمع فانتهجها [2] .
و يستنتج مما ذكر، أن كلا من مشايخ الطريقة، جعل ما رآه صلاحا من عادات و تقاليد، في منهج سيره و سلوكه. و أمر متبعيه بذلك، و بمرور الزمن أصبح منهاجا و سعيا مستقلا، مثل مراسم الخضوع و الخشوع، و تلقين الذكر و الخرقة و الاستفادة من الموسيقى و الغناء عند إقامة مراسم الذكر، حتى آل الأمر في بعض الفرق منها أن تجعل الشريعة في جانب، و الطريقة في جانب آخر، و التحق متبعو هذه الطريقة بنهج الباطنية. أما معايير النظرية الشيعية،
[1] يراجع كتب التراجم و تذكرة الأولياء و الطرائق و غيرها.
[2] قوله تعالى في سورة الحديد الآية 27: «وَ رَهْبََانِيَّةً اِبْتَدَعُوهََا مََا كَتَبْنََاهََا عَلَيْهِمْ إِلاَّ اِبْتِغََاءَ رِضْوََانِ اَللََّهِ.... »
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 105