نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 106
فاستنادا إلى المصادر الأساسية للإسلام (الكتاب و السنة) تقرّ خلاف ذلك، و من المستحيل أن النصوص الدينية قد تغافلت عن هذه الحقيقة أو أنها أهملت جانبا من جوانب هذا النهج و الطريق (معرفة النفس و السير و السلوك) ، و يستحيل عليها أيضا أن تغض النظر عن شخص (أيّ كان) في الواجبات أو المحرمات.
إرشاد الكتاب و السنة إلى معرفة النفس، و مناهجها
إن الله تعالى جلّ شأنه، يأمر الناس في آيات متعددة في كتابه المجيد، أن يتدبّروا القرآن، و يعملوا به، و لا يقنعوا لأنفسهم بالفهم و الإدراك السطحي للقرآن، و بيّن في كثير من آياته أن في عالم الطبيعة آيات و دلالات له جلّ جلاله.
فلو تأملنا و تدبرنا معنى الآية و الدلالة، يتضح أن الآية و الدلالة هي التي تشير إلى شيء آخر لا إلى نفسها، فعلى سبيل المثال، إن الذي يرى الضوء الأحمر، المشعر بالخطر.
فإنه مع مشاهدته للضوء، يتبادر إلى ذهنه الخطر ذاته، و لا يلتفت إلى الضوء نفسه، و إذا ما فكر في الضوء نفسه، أو ماهية الزجاج أو لونه، فذهنه يصوّر له الضوء أو الزجاج أو اللون، و لا يصور له مفهوم الخطر.
فإذا، كان العالم و ظواهره، آيات و دلالات لخالق العالم، فإن وجودهما ليس مستقلا، و لو شوهدت بأيّ شكل أو أيّة صورة، فإنما ترشد إلى وجوده سبحانه.
و الذي ينظر إلى العالم بهذا المنظار، و وفقا لتعاليم القرآن
نام کتاب : الشيعة في الإسلام نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 106