و مدائح الرضي لأبيه كلها تستقطب حول الإشادة بمفاخر الأسرة و مآثر البسالة و الاستنكاف عن مصائد الاطماع و الشموخ، بغرر الأيادي و إن الظهير الصادر من ديوان الخلافة في إسداء إمارة الحج له الذي نقرأه في رسائل الصابي و مراثي المهيار له في قصيدته التي مطلعها:
كذا تنقضي الأيام حال على حال # و تنقرض السادات باد على تالي
و منها يشير إلى (المرتضى و الرضي) :
فيا ليت لم يعدم وفودك عادة # بشبليك من عطف عليه و أسبال
و المعري بقوله:
أودي فليت الحادثات كاف # مال المسيف و عنبر المستاف
الطاهر الآباء و الأبناء و الأثوا # ب و الأتراب و الآلاف
لخير دليل على ذلك و إن مكانة ولديه (المرتضى و الرضي) تحدد لنا كرامته الاجتماعية بما ذكرناه. و قد أثرت على الشريف قضية القلعة و سجن أبيه فيها و كانت تقلقه و تستثير منه الحفاظ و له حولها اندفاعات حماسية نقرؤها في شعره الذي نظمه عند الإفراج عن أبيه و استقباله و في تهانيه عند عودته إلى بغداد و مكاتباته له و كان يتكظم غيظه في مكاتباته اتقاء من مكر عضد الدولة و كيده ثم تنطلق له حرية شاعريته شيئا فشيئا في الإفراج عنه ثم في استقباله و في تهانيه و لقد كان يهاب عضد الدولة، حتى بعد أن إستخلدت جثته الهامدة في قبره فلا يفصح